الأهرام
سامى خير الله
بأيدينا أن نصبح أثرياء
الحالة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها البلاد تجعلنا نفكر مليا وندقق جيدا بالأمر. فى كيفية الخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر وأفضل الحلول، بعيدا عن التنظير والحرب الكلامية الدائرة على شاشات الفضائيات، والوقوف على حقيقة الأزمة بلا أهواء أو حسابات خاصة، فلا بد من المكاشفة والمصارحة حتى نجد الحل بلا رتوش. فإذا تعقلنا الأمر جيدا فسنجد أن الدولة أغفلت العديد من مواردها التى أتوقع لو تم استغلالها بصورة اقتصادية صائبة ستحول الدولة من حال إلى حال. فكيف لا تفتح ملف مخالفات البناء العشوائى الذى تعدى الملايين من المخالفين وفتح باب المصالحات ووضع آليات سريعة فى التنفيذ لتنمية خزائن المحافظات بصورة كبيرة ولماذا لم تتحرك الدولة فى فتح الباب لتقنين الأراضى للمواطن وتسجيل العقارات وتقاضى مبالغ قدرها البعض بالمليارات؟ لماذا لم يتم الاسراع فى وضع حلول جذرية فى المشاريع المعطلة والتى ضربت فيها جذور البيروقراطية أنيابها، لماذا لم يتم الموافقة على فتح المصانع المغلقة والسماح لها بتوفيق أوضاعها لفترة يتم تحديدها وفض المنازعات والمصالحة فى جميع المشاريع المتعثرة بالوزارات، وخلق أجواء استثمارية جيدة قادرة على دفع حركة الاستثمار الى الأمام؟ لا بد من وضع سياسات جديدة للبناء الداخلى من زراعة وصناعة وتعليم وصحة تلك الأمور ستقود البلاد إلى الإفاقة من تلك الغيبوبة وعلينا ألا نلتفت إلى نظرية المؤامرة التى تسيطر على عقولنا، فشعوب العالم من حولنا نهضت باستثمار مواردها، فلا يخفى على أحد الكم الهائل من الخيرات التى تنعم بها البلاد، فلا بد من غلق الأبواب على أنفسنا وإعادة صياغة جديدة للوطن، فالبناء لن يأتى إلا من الداخل وإصلاح العلاقة ما بين المواطن والدولة بات أمرا ضروريا وكفانا إخفاقا وتأخرا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف