الأهرام
ماهر مقلد
مصر و السعودية التاريخ والجغرافيا
قد تكون فى السماء الصافية التى تحتضن مصر والسعودية على مر التاريخ سحابة عابرة لونها داكن تحجب الرؤية قليلا لكنها لا تؤثر على اتساع المدى فى الفضاء والأرض بين البلدين الشقيقين.
مصر والسعودية هما قوة للعرب وللمسلمين ومساحة التفاهم بينهما على مر التاريخ أكبر مئات المرات من نقاط الخلاف المحدودة.

فى كل المواقف العربية التى تحتاج حكمة الكبار وخبرة التجارب ومسئولية القرار كانت مصر والمملكة حاضرتين والمواقف يعلمها القاصى والدانى التى تثبت بالأدلة ذلك. ما يحز فى النفس هو تهافت البعض فى هذه اللحظات الدقيقة على تصوير الأمر كما لو كان تباعدا فى كل شيء وتبارى عدد لا بأس به هنا فى مصر وهناك فى المملكة العربية السعودية لصب الزيت على النار دون مراعاة لخصوصية العلاقات وعدم تقدير طبيعة الظرف.

هناك سحابة داكنة تلبد صفاء السماء بين البلدين نتمنى ان تمر سريعا وما يطمئن هو أن الوعى كبير بحتمية تجاوز كل الصعاب مهما تكن. وفى هذه الظروف غير المعتادة لا مجال لشهادات منقوصة من البعض ولا فروسية فى تخطى الحواجز والانقضاض على الثوابت . فالتاريخ حافل بالمعالجات التى كانت خطأ وحصد المخطئون الندم بعد فوات الأوان كما أن التاريخ زاخر بالسجلات التى كانت تدعو دوما للمزيد من التماسك وهى صفحات خالدة فى العلاقات.

وبحكمة القيادتين فى مصر والمملكة ستبقى العلاقات فى أفضل صورها بعيدا عن كل ما يعكر صفوها وبكل الاستقلالية والتجرد خدمة للأمتين العربية والإسلامية والشعبين المصرى والسعودى وهم الذين يجمعهم الود فى كل وقت وفى كل زمان.

مصر بلد الأزهر الشريف والمملكة بلد الحرمين .

وتبدو الصورة التى لا نتمنى أن نراها فى تسريبات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وبعض المقابلات التليفزيونية لعدد من الخبراء والكتاب لكن على المستوى الرسمى لم تخرج اى تصريحات من هنا او هناك. مما يعنى أن الحرص كبير على العلاقات الثنائية والتاريخية وهذا لا ينفى ابدا وجود تباعد فى بعض المواقف والتى نتمنى أن ينتهى فى اسرع وقت حتى ننتبه إلى ما هو أهم من مخاطر تهدد الواقع العربى المأزوم وتضمن للأجيال القادمة بيئة أفضل وشعورا بالانتماء أعمق ففى حال استمرار التباعد من سيكون الرابح ؟ الإجابة لا يوجد فى مثل هذه الحالة رابح بل الجميع يخسر فالوحدة هى النجاح .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف