مرسى عطا الله
هل اللغة العربية فى الطريق إلى ذمة الله؟
1 - لا أظن أن لغتنا العربية الجميلة تعرضت من قبل لحملة تشويه بمثل ما تتعرض له الآن من انحدار فى لغة التخاطب وتدهور فى فهم المعانى واستبدال الحروف الأجنبية محل الحروف العربية على صفحات التواصل الاجتماعى والاستسلام لهجمة المصطلحات الأجنبية التى تتدفق علينا بغزارة فى السنوات الأخيرة بدرجة تفوق سياسات الإغراق المتعارف عليها فى عالم الاقتصاد والتجارة حتى وصل بنا الحال إلى استباحة استخدام أهل النخبة للمصطلحات الأجنبية عند إطلالهم على الرأى العام عبر الفضائيات العربية للإيحاء الكاذب باتساع الثقافة والمعرفة الأجنبية لديهم!
وإذا كان مفهوما أن يجرى استدراج بعض العامة وأنصاف المتعلمين إلى فخ المصطلحات الأجنبية كبديل لمصطلحاتنا العربية فإن الذى لا يمكن فهمه أو تبريره هو انسياق كثير من المثقفين لهذا التيار حتى أصبحوا أسرى للمصطلحات والأفكار الأجنبية بدعوى الحاجة إلى مجاراة العصر ودون إدراك لخطورة مواصلة الدق على أوتار التفوق الغربى من ناحية والتخلف العربى والإسلامى من ناحية أخري.
إن مجاراة العصر والقدرة على استخدام مفرداته أمر لا يجادل فيه أحد ولكن بشرط المحافظة فى ذات الوقت على مصطلحاتنا الذاتية ومدلولاتها باعتبارها نقاط الارتكاز الحضارية لأمتنا الناطقة بالعربية والتى لها نمطها الحضارى المتميز وتاريخها الإنسانى العريق وحتى لا نصحوا من سباتنا فى يوم ليس ببعيد نتبادل فيه العزاء بعد أن تصبح لغة الضاد فى ذمة الله.
وغدا نستكمل الحديث
خير الكلام:
<< كن كبيرا مع الصغار وحليما عند الشدائد ومترفعا عن السفهاء !