الجمهورية
صلاح الحفناوى
حبارة والبطرسية.. ومواقع الخراب!
لو كان ¢فيس بوك¢ رجلا لقتلته.. فقد حول كثيرا من الجهلاء الي عباقرة.. وكثيرا من الضعفاء إلي أباطرة.. وكثيرا من الخونة إلي أبطال أبرار.. في عالم افتراضي يخفي فيه الكثيرون حقيقتهم المزرية.. والأخطر من ذلك أن جماعات الإرهاب لا تزال ترتع فيه بلا حسيب أو رقيب.. فالمسلم يستطيع أن يكون مسيحيا افتراضيا ويشعل الفتنة.. والصهيوني يستطيع أن ينتحل شخصية فارس وطني يبث سمومه تحت مظلة علم المحروسة ودعاوي الحرص علي الوطن.
الحقيقة المؤكدة هي أن جماعة الإخوان الإرهابيين لا تزال تفرض نفسها علي ساحة مواقع التواصل.. تتلاعب بالشعارات وتؤثر في الكثيرين من الباحثين عن بطولات.. ليصبحوا أبواقا تحقق أهدافها وتتبني.. بحسن نية في الغالب وبسوء نية أحيانا.. خططها الشيطانية لاثارة الفتنة والقلاقل وخلق حالة من الاحتقان التي لو استمرت فلن نكون آمنين من العواقب.
تفجير الكنيسية البطرسية الذي استهدف نساء وأطفالا أبرياء يعبدون الله..يقدم نموذجا لما وصلت اليه فوضي مواقع التواصل..وتجسيدا لا يقبل الشك في هيمنة جماعات الإرهاب عليها.. وليس أدل علي ذلك من المحاولات المحمومة لربط الحادث بإعدام الإرهابي حبارة.. والذي ¢نفق¢ بعد الحادث بأيام عقب تنفيذ القصاص العادل عليه.. وهي المحاولات التي استقطبت أعدادا هائلة من المؤيدين والمقتنعين ومعهم المنظرين ومن تحولوا في غفلة من الزمن إلي خبراء أمنيين واستراتيجيين.. ولم يكن الهدف من كل ذلك خفيا.. ولم تكن أيادي عملاء الإخوان الإرهابيين بمنأي عنها.
كان الهدف ولا يزال هو الربط بين القصاص من المجرمين الذين تلوثت أياديهم بدماء رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الأبرياء.. وبين عمليات ارهابية انتقامية دامية.. كان الهدف هو ¢تخويف الدولة¢ من تبعات القصاص العادل.. حماية لقادتهم الذين يحاكمون الآن بتهم اراقة الدماء والخيانة ومحاولة اسقاط الدولة.
فإذا كانت جريمة الكنيسة البطرسية هي ثمن اعدام مجرم ¢نكرة¢ مثل حبارة.. فماذا سيكون ثمن اعدام ¢مشاهير¢ قادة الارهاب مثل المعزول مرسي أو مرشد الاجرام بديع أو غيرهم من القيادات الملوثة بالخيانة والدم والعار؟.. الاجابة المفترضة علي السؤال كما يخططون.. تفرض علي منظومة العدالة ضغطا هائلا ربما يؤدي حسب مخططهم إلي تعطيل القصاص وضرب ميزان العدالة في مقتل.
التخويف من العواقب والترويج لدموية الانتقام هما الهدف من حملة الربط بين حبارة وجريمة البطرسية.. في محاولة يائسة للابقاء علي قيادات جماعة الارهاب في ¢تكية¢ طرة وسجن العقرب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف