محمد العزاوى
اللمسات الإنسانية في حياة الطبيب
علي مدي التاريخ هناك رجال لم تغرهم المظاهر المادية تطلعهم الدائم إلي رضا الله وتقدير الجوانب الإنسانية لكل البشر.. عملهم الدائم لخدمة الذين أعياهم المرض وذاقوا الكثير من ويلاته.. اعتبروا عملهم التطوعي وفاء لدين الأمة التي منحتهم العطاء حتي استطاعوا تحصيل كثير من المعلومات خلال دراستهم في إحدي كليات القمة "الطب".. تعرفوا علي الكثير من المعلومات وأجروا الكثير من الأعمال التي جعلتهم يتقدمون الصفوف علماً وعملاً.. مشارطهم وأياديهم البيضاء أدخلت الفرحة والسرور علي الكثير من أبناء مصر.. تناسوا المادة وزخارفها البراقة الزائلة.
من هؤلاء الأطباء رجال نذروا حياتهم لخدمة المرضي وبذل الجهد في أبحاثهم العلمية والعملية فوصلوا إلي أعلي الدرجات وظلت الخدمات الإنسانية تجري في عروقهم تناسوا المادة في زمن باع البعض ضمائرهم وتاجروا في أعضاء البشر من أجل أرباح لا تسمن ولا تغني من جوع لفظتهم الأمة لكن هؤلاء الذين تطلعوا إلي الخدمات ورد الجميل لمن ساهموا في وصولهم إلي أرقي المناصب العلمية ولعلنا لا ننسي نوابغ الطب الذين لا تزال أعمالهم شاهدة علي عظمة الإنسانية في قلوبهم من بين هؤلاء الأطباء المرحوم الدكتور إبراهيم بدران.. هذا الرجل المعطاء الذي أعطي الكثير من الخدمات متنازلاً عن الكثير من مستحقاته ابتغاء رضاء الله عز وجل ووفاء لهؤلاء الذين ابتلاهم الله بالمرض فخفف عنهم الكثير من معاناتهم وعلي منهاجه كان هناك أطباء علي شاكلته استطاعوا قهر النوابغ البشرية في جمع المال متطلعين إلي رضا الله وخدمة الإنسانية.. كما أن الخدمات الإنسانية التي تفيض بها أنامل الجراح العالمي مجدي يعقوب لا تزال تفيض بالخير في المركز العالمي للقلب في أسوان.. اختار هذا المكان لخدمة البسطاء وأبناء هذا الركن من أرض مصر الذي يعاني قلة الكوارد الاقتصادية.
من بين هؤلاء الذين أضاءوا الحياة وأعادوا نعمة البصر إلي بعضهم الذين كادت الأمراض أن تعصف بأبصارهم الدكتور حازم ياسين أستاذ طب العيون بقصر العيني الذي كانت له مبادرات وأياد بيضاء علي كثير من الذين لا يستطيعون تدبير نفقات العلاج.. إقباله علي السير في طريق أطباء عظام تركوا بصمات لا تنساها الإنسانية تقديراً لدور هؤلاء الأطباء في العمل الإنساني لم تشغلهم المادة بقدر ما تشغلهم إعادة البصر والحياة للبسطاء والذين لا يستطيعون الوفاء بمستلزمات علاجهم.. هؤلاء الأطباء رفضوا التهافت في جمع الأموال والمغالاة في الأجور. بعض الفقراء حينما يستمع إلي قيمة كشف أحد الأطباء يصاب بالدوار وتغشاه الهموم من ضخامة المبالغ المطلوبة.
لقد عايشت الطبيب الإنسان الدكتور حازم ياسين وعرفت الكثير من المرضي الذين يترددون علي عيادته.. أشادوا بتواضعه وتفانيه في خدمتهم وأخذت ألسنتهم تلهج بالدعاء له ولأمثاله من الذين يواصلون الليل بالنهاار لخدمة الناس وتطبيق العلم الذي وهبهم االله إياه لتخفيف لوعة هؤلاء الذين حاصرهم البلاء من كل جانب.. ولست مبالغاً حين أقول أن هناك الكثير من الأطباء يقدمون الخدمات وكأنهم جنود مجهولون لا يريدون الإفصاح عما يقدمونه من خدمات.. وضعوا نصب أعينهم المبدأ الذي جاء في الآية الكريمة "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا".