المساء
مصطفى بدوى الخطيب
أصحاب المعاشات.. تاني وتالت
يومياً اتلقي عشرات الاتصالات سواء تليفونياً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أصدقائي أصحاب المعاشات.. راجين مني توصيل صوتهم إلي الحكومة أو إلي رئيس الجمهورية لانقاذهم مما هم فيه من ترد في أوضاعهم الحياتية والمعيشية بسبب قرار تحرير سعر الصرف الذي جاء بالوبال علي الفقراء ومحدودي الدخل.
أصحاب المعاشات يتساءلون.. هل كان قرار تعويم الجنيه مدروساً بالشكل الكافي؟!.. وهل كان يعلم متخذو القرار بتداعياته الخطيرة هذه؟!.. مؤكدين أنهم سمعوا كبار المسئولين يقولون إن سعر الدولار بعد التعويم سيصل إلي 4 جنيهات!!!.. وها هو سعر الدولار وصل إلي العشرين جنيهاً.. فما رأي الجهابذة أصحاب القرار؟!!.. إذا كان أصحاب القرار لا يعلمون تداعيات قرار التعويم فتلك مصيبة كبري.. وإذا كانوا يعلمون فالمصيبة أكبر وأكبر.. خاصة وأن نفس القرار رفضه قبلهم من هم أكثر علماً وخبرة ودراية في عهد الرئيس الأسبق مبارك!!!
أصحاب المعاشات رفعوا الراية البيضاء وأعلنوا الاستسلام.. وباتوا غير قادرين علي توفير احتياجاتهم الأساسية.. فأسعار السلع الأساسية وصلت لمستوي فوق طاقاتهم الشرائية.. كيلو السكر اقترب من عشرين جنيهاً.. والحكومة نسيت هذه الزيادة الكبيرة في سعر الكيلو الواحد وراحت تتغني بزيادة قيمة الدعم للفرد بمقدار 3 جنيهات!! في انفصام غريب عن الواقع.
زجاجة الزيت ايضا وصل سعرها لعشرين جنيهاً.. وسعر كيلو العدس تعدي الثلاثين جنيهاً.. فماذا يأكل الفقراء؟! الغريب والعجيب أن نفس الحكومة التي أطلقت العنان للأسعار بلا رقيب أو حسيب بخلت في رد الحق لأصحابه عند إقرار علاوة يوليو الماضي لأصحاب المعاشات واكتفت بـ 10% فقط وحد أدني 500 جنيه.
أصحاب المعاشات يطالبون الحكومة بوقف صرف المعاشات نهائياً علي أن تتولي هي توفير احتياجاتهم الأساسية فقط.. أكل وشرب وسكن وعلاج.. أو عليها تحديد مبلغ يكفي هذه الاحتياجات ما دامت لا تعترف بالدستور والذي حدد 1200 جنيه كحد أدني للأجور والمعاشات وذلك عندما كان سعر الدولار 6 جنيهات فقط.. وليس 20 جنيهاً.
أصحاب المعاشات يطالبون الحكومة وعلي وجه السرعة بعلاوة غلاء تناسب نسبة التضخم التي تسببت فيها.. ويطالبون برفع الحد الأدني إلي 3 آلاف جنيه.. بعد أن ارتفعت أسعار السلع بمستويات كبيرة.. حتي الدواء فشلت الحكومة في الحفاظ علي أسعاره.. مع العلم أن 99% من أصحاب المعاشات هم كبار السن ومعظمهم من أصحاب الأمراض ويتعاطون الأدوية أكثر من الغذاء.. فهل فكرت الحكومة الموقرة في حال أصحاب المعاشات؟!
أصحاب المعاشات في انتظار علاوة خلال الشهر القادم لتصحيح ولو جزءاً بسيطاً من تداعيات أخطاء الحكومة.
ہہ بسرعة:
ما نحن فيه الآن جعلنا ننسي المطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة.. وتمني بقاء الوضع علي ما كنا عليه!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف