المساء
محمد جبريل
ضد الاستيطان
تبنت مصر قرار مجلس الأمن بإيقاف الاستيطان في القدس الشرقية. والضفة الغربية المحتلة.
وافقت الدول الأعضاء بالمجلس علي القرار. بينما امتنعت الولايات المتحدة - لأول مرة في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية - عن التصويت. وأكد المندوب المصري في مجلس الأمن عدم جواز ضم الأراضي. وأن استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية يهدد حل الدولتين. ومن ثم يهدد السلام في المنطقة.
كالعادة. أكد نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض بلاده قرار مجلس الأمن. وأردف رفضه بالهجوم علي الرئيس الأمريكي أوباما. وسحب حكومته سفيريها في السنغال ونيوزيلندا احتجاجاً علي مواقف الدول الثلاث من القرار.
القرار أزال كل الاجتهادات والتسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية حول الموقف المصري من قضية الاستيطان الصهيوني في الأرض الفلسطينية.
والحق أن قضية الاستيطان تحتاج إلي مراجعة جادة. وحقيقية. لممارسات إسرائيل في الأرض المحتلة. أغفلت - دوماً - كل القرارات المعبرة عن الموقف الدولي. كما أهملت الاتفاقات العربية الإسرائيلية. في ظل سياسة القضم التي تحرص عليها إسرائيل منذ الهدنة الأولي في 1948 حتي الآن. بتغيير التركيبة الديموغرافية. وتشريد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم. وتحويل العدد الأكبر إلي لاجئين في المنافي.
المشروع الصهيوني الاستيطاني يقوم علي تحقيق عبرية الدولة من خلال سياسة القضم. ونهب الأرض والمياه والثروات. وتفتيت أقطار الوطن العربي. والحرص علي أن تفوق القوة العسكرية الإسرائيلية قوي الأقطار العربية مجتمعة.
مع توالي التنازلات الفلسطينية والعربية. فإن المخططات الصهيونية واصلت نهجها في محاولة إقامة دولة إسرائيل العظمي - والتسمية للقادة الإسرائيليين! - بإشعال نيران الفتن الطائفية والعرقية بين أبناء القطر الواحد. وتعميق الخلافات بين الأقطار العربية. وإجبار المفاوض الفلسطيني. والحكومات العربية بالتالي. علي الاعتراف بيهودية الدولة. وتصفية قضية فلسطين. وفرض الهيمنة الصهيونية ليس علي الأراضي الفلسطينية وحدها. وإنما علي الوطن العربي جميعاً.
القرار الذي أصدره مجلس الأمن لا يلغي خطورة المشروع الصهيوني. وأن إنقاذ ما تبقي من أرض فلسطين يحتاج إلي مضاعفة الجهود العربية. وإلي اتخاذ مواقف تتجاوز القرارات التي ترفضها القيادة الإسرائيلية فور صدورها.
وفي مقدمتها كشف التدبيرات الصهيونية للإبقاء علي حالة القضم الحالية في القدس الشرقية والضفة الغربية. والقفز في المستقبل نحو تصفية قضية فلسطين. وفرض القوة الإقليمية الإسرائيلية علي الوطن العربي.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف