هانى عمارة
لماذا تحالفت تركيا مع روسيا؟
كانت الصراعات التى شهدتها الساحة السورية محل خلاف كبير بين روسيا وتركيا على مدى السنوات الماضية خاصة فيما يتعلق برحيل او بقاء الرئيس الأسد، الا ان خلاف السنين تحول فى شهور معدودة الى تحالف استراتيجى يحمل الصبغة الدولية والإقليمية بعد دخول ايران عضوا فاعلا فى هذا الحلف الذى سوف يفتح العديد من القضايا و يعيد ترتيب الكثير من الملفات فى المنطقة، وهو ما يمثل خطورة شديدة على العرب الذين غابوا عن المشهد تماماً. السؤال الذى يطرح نفسه، ما هى دوافع هذا التعاون؟ و قبل الإجابة، يجب التأكيد هنا ان روسيا لم تحرك آلتها العسكرية الى سوريا دفاعا عن العدالة و الانسانية بل بحثا عن المصالح و هذا هو موقف تركيا ايضا خاصة بعد التوجه الغربى والامريكى من مساندة و دعم الأكراد كمقدمة للانفصال و اقامة حكم ذاتى على غرار ما حدث فى العراق و هو ما يهدد الاستقرار التركي. وعندما أيقن الأتراك ذلك باعوا القيم و المبادئ وتوقف الحديث عن رحيل الأسد ، بل ولعبوا .دورا رئيسيا فى ترحيل المدنيين من حلب.المحصلة فى هذا المشهد العبثى هو ان الاطراف المتصارعة فى سوريا سواء من الحكومة او المعارضة سوف يجلسون سويا سيتفاوضون على حلول جاهزة سوف تفرض عليهم من أطراف التحالف الجديد و لا عزاء لملايين الضحايا التى سالت والدمار الذى اصاب البلاد، وفى تقديرى ان الرابح من هذه التفاهمات هو روسيا ومعها تركيا، حقا السياسة بلا قلب و المصالح بلا ضمير.
فاصل قصير: مهما كانت الخلافات بين مصر والسعودية فحتما ستعود يوما ما الى طبيعتها، فلا غنى للبلدين والشعبين عن بعضهما، لذلك أقول لمن (يتلاسنون) على وسائل التواصل الاجتماعي: كفوا عن هذا العبث.