عبد الرحمن فهمى
أربع مجلات .. والبقاء للَّه
كم كنت أود أن تكون مباراة القمة بين القطبين علي أرض استاد القاهرة. كما كان مقرراً من قبل.. ومن بعدها مباراة تونس. مع دخول الجمهور.. لا أدري سبب التغيير.. ربما يكون هناك ما جد في الأمور.. والوقاية خير من العلاج.. ولكن قولوا لي: متي إذن نحيط الاستاد بكل وسائل الأمن. لنعيد المباريات إلي الاستاد.. فهو خير دعاية لمصر؟!.. حينما تم بناء الاستاد عام 1960 في نفس موعد بدء الإرسال في التليفزيون. قالوا إنها "مقصودة" لنفخر بهذا الاستاد الرائع أمام العالم.. رغم أن كل من الاستاد والتليفزيون تولي بناءهما شركتان مختلفتان تماماً.. الاستاد تولت بناءه شركة ألمانية. ليكون علي غرار ستاد برلين.. والتليفزيون تولته نفس الشركة التي بنت تليفزيون فرنسا.. حتي المبني نفسه.. وعلي ضفاف نهر السين.. لذا كان تليفزيون مصر علي ضفاف النيل.. وفي وسط البلد في ماسبيرو.. لأن تليفزيون فرنسا في مواجهة أشهر ناطحة سحاب "برج إيفل" الحديدي!!!... لدرجة إذا ذهبت إلي باريس ووصلت إلي هذه المنطقة تظن أنك في شارع ماسبيرو!!
* * *
خرجت عن الموضوع..
السؤال هو: متي نعود إلي استاد القاهرة؟!.. نريد رداً من: وزارة الداخلية. وتأكيداً من إدارة الاستاد.. لكي نبدأ إقامة بطولات قارية. ثم عالمية مرة أخري.. وأمامنا الآن بطولة الأندية العربية. أول نشاط للاتحاد العربي لكرة القدم. حيث يشترك ناديا الأهلي والزمالك مع أبطال أندية عدد من الدول العربية بالقاهرة بعد أسابيع.. هذه البطولة يجب أن تقام علي استاد القاهرة مع حضور الجمهور. الذي سيحضر من كل الدول العربية.. وكم كان بودي إقامة مباراة القمة علي أرض الاستاد كبروفة لهذه البطولة!!
* * *
في بداية حياتي العملية بعد تخرجي في كلية الحقوق. جامعة فؤاد الأول عام 1950. ثم دراستي الصحافة بالجامعة الأمريكية.. لم يكن هناك لا قسم للصحافة بكلية الآداب ولا كلية الإعلام.. كانت مصاريف "التيرم" ولا أقول السنة.. التيرم بستين جنيهاً "60 جنيهاً" كان والدي ضابط الشرطة يلطم!!.. مرتبه الشهري أقل من هذا المبلغ.. مصاريف بناتي منذ أكثر من 12 عاماً كانت 30 ألف جنيه!!!... قام بتخفيضها أستاذي الصحفي الكبير لويس جريس. مدير العلاقات العامة بالجامعة. لأن هناك ما يسمي "شهادة فقر".. كلمة "فقر" أزعجتني!!.. فإذا بالأخ الكبير يفتح مكتبه. ويطلعني علي أسماء قدمت هذه الشهادة. لا أستطيع أن أكتبها هنا.. يكفي أن أقول لك إن أقلهم وزير فما فوق.. بل وفوق جداً جداً!!
* * *
دائماً أخرج عن الموضوع..
المهم بعد تخرجي.. نظراً لظروفي العائلية كان أمامي إما أن أشتغل ناقداً رياضياً في الصحافة.. أو شاب عاطل أعربد علي أرصفة وسط البلد!!.. ففضلت الخيار الأول. لأن دراستي وهوايتي الصحافة.. البداية مطلوب موضوع طويل وكبير يشد القارئ كل أسبوع في "المصور".. ثم أول صفحتين رياضة في الصحافة المصرية في "المساء".. كان هناك وقت فراغ.. وفي رأسي "زحمة موضوعات صحفية رياضية". لذا أصدرنا "أربع مجلات أسبوعية".. المجلة الأولي واسمها "الدليل الرياضي" كنا ثلاثة: صلاح فاضل. وبنيامين باسيلي. وأنا.. مات صلاح فاضل صاحب العمارة التي وضعنا في جراجها مطبعة "رمي فرخ" فتم "تنظيف" الجراج. ورمي المطبعة علي الرصيف!!.. ثم مجلة "الأبطال" مع عدلي القيعي. وعادل شريف. وتطوع كابتن الترسانة إبراهيم الخليل ببدروم الفيلا في المهندسين كمقر للمجلة.. كنا مدينين لشركة "راكتا" بثمن ورق عددين أو أكثر. حجزت الشركة علي الفيلا كلها!!!... والد كابتن الترسانة استدعي المحضر وأعطاه المبلغ. وطلب من البواب وضع المكتب والمنضدة والكراسي والتليفون علي الرصيف. وعمل قفل علي الباب!!!.. ثم أصدرنا مجلة "الأهلي" مع عدلي القيعي وفاروق يوسف. ثم أصدرت مجلة "الكرة المصرية" لسان حال الاتحاد.. كل مجلة تحتاج لمقال.. والبقاء للَّه.