الجمهورية
محمد نور الدين
بسطاء.. حتي في الأمنيات..!!
ساعات.. ويطل عام جديد.. تتواري خلفه الأمنيات الشخصية.. وتتراجع أمامه الأهواء الذاتية.. وتتقدم إليه كافة التطلعات المصيرية.. وتتجدد معه آمال البسطاء.. وطموحات المتفائلين.. لعلها تجد منفذا إلي التحقيق.. كي تمحو آثارا محزنة.. وتدحر اخفاقات مزمنة.. وتدحض مخططات المتآمرين والمتربصين بالوطن والمواطن.
أهم أمنيات البسطاء.. دحر الإرهاب. وقطع رءوس مدبريه. وبتر أيادي منفذيه. وإلحاق العقاب الصارم والعاجل بالآثمين.. والعمل علي نشر مظلات الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن.. حتي تعود السياحة وتفتح بيوت الملايين.. وتسترد ملاعب الكرة الروح الغائبة بعودة الجماهير.. ويستعيد الشارع التزامه وانضباطه وانسيابه.
أمنية "السهل الممتنع".. ان ينتفض كل مواطن في 2017 وينفض عن كاهله غبار النواكد واللامبالاة.. فيجد الموظف في عمله.. ويشقي الفلاح في حقله. وينشط العامل أمام آلته.. ويتسم التاجر بأمانته. ويراعي المحامي ضميره ويلتزم الاعلامي بصدقه.. وينضم شباب الفيس والمقاهي إلي زملائهم في مسيرة البناء والإصلاح.. ويتخلص "الأناني" من نرجسيته وينصهر في بوتقة "الجماعية".
النفس تهفو في العام الجديد.. ان ينجح "البرلمان" في مهامه الصعبة.. يؤدي واجبه علي أكمل وجه في الرقابة والتشريع.. ويسارع بإصدار قوانين حتمية.. تدفع بالاقتصاد.. وتحسن الأداء.. في مقدمتها قانون الاستثمار.. الذي يستهدف تنقية المناخ من الضبابية والمعوقات الإدارية.. وقانون الإجراءات الجنائية لتحقيق العدالة الناجزة.. وقانون الرياضة لإرساء القواعد المنظمة وإحداث النهضة المطلوبة.. والقضاء علي ما يعكر صفو الساحة من خلافات ومصادمات..!!
الارتقاء بالأداء.. وانقاذ الاقتصاد.. ومكافحة الفساد.. كل هذا صار فرض عين علي الحكومة خلال العام الجديد.. بوضع الخطط العلمية. وإصدار القرارات المدروسة واختيار الوسائل الناجعة وبالاعتماد علي الاكفاء والمهرة وبالانحياز إلي المواطن البسيط ضد كل من يحاول العبث بقوته ومستقبله.
تنقية ثوب الشرطة.. من "بقع" بعض الأمناء والمتجاوزين من الضباط.. أمنية يجمع عليها البسطاء.. لكي تعود الثقة كاملة بين أبناء البلد الواحد.. بحسن التعامل.. وبإعمال القانون.. وباحترام حقوق المواطنة.. وبحفظ الهيبة والمكانة لحماة الأمن والاستقرار.
تجاوز الخلافات.. والترفع عن الصغائر.. أمنية كل "عربي".. يدين بالولاء والانتماء إلي الأمة الكبري.. ويري أن في الاتحاد قوة.. ويدرك انه لا تقدم ولا نصره طالما طفت الأهواء فوق المصالح العليا والقومية والاقليمية.
انها امنيات عامة وبسيطة.. تضل الطريق بالفرقة والتشتت.. وتربي النور بالتلاحم والتضافر.. وبالعمل الدءوب.. وبالضمائر الحية والذمم السليمة.. وتستلزم مراعاة الله في كل خطوة.. وتستوجب التصالح مع النفس.. والتسلح بالإيمان والتزود بالإرادة والعزيمة.. وعندها فقط.. تعبر مصر التحديات الشرسة. وتتجاوز الأزمات والظروف القاسية.. وتجسد الانفراجه المأمولة.. ويصل ¢الجميع¢ بلا استثناء إلي رحاب العدالة. والأمان. والعيشة الكريمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف