احمد الشامى
لا تزايدوا علي دماء 120 ألف شهيد
عاد المزايدون يشككون في دور مصر تجاه القضية الفلسطينية. بعد أن سحبت مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لإعطاء الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. للوصول إلي البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل وسط أجواء صافية تمكنه من محاولة التوصل إلي حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي. خصوصاً ان مصر صوتت لصالح القرار الذي تقدمت به 4 دول هي: نيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا والسنغال الأعضاء في المجلس. ليصدر بأغلبية 14 صوتاً وامتناع دولة واحدة هي أمريكا صاحبة حق النقض "الفيتو" عن التصويت. وعلي الرغم من ذلك القرار لا يتضمن أي آلية ملزمة لإسرائيل. أو فرض عقوبات عليها في حال عدم التنفيذ. وذلك لأنه صدر تحت البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة. وبالتالي فهو لا يزيد عن كونه إعلان نوايا وتوصيات.
الغريب ان الدكتور محمد البرادعي. الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. عاد ليطل علينا من النمسا عبر تويتر ليصطاد في الماء العكر. قائلاً: "من المؤسف أياً كانت الضغوط والمصالح الضيقة أن نفقد بوصلتنا القومية أو التزامنا الأخلاقي". ولا أعرف كيف امتلك البرادعي الجرأة ليعلمنا الأخلاق. وهو الذي غادر من مصر في أحلك ظروفها التاريخية وتركها فريسة لذئاب الإخوان وقوي خارجية نريد أن تفتك بها وتحولها إلي خرابات. لتلتقط منه الخيط قناة "الجزيرة" العميلة وتهاجم مصر عبر إعلامييها المستأجرين. ونسي هؤلاء المتآمرون ان مصر ضحت بدماء 120 ألف شهيد من أبطال القوات المسلحة "ولاد الفلاحين والبسطاء" من أجل القضية الفلسطينية. والأهم من ذلك استنزاف مواردنا. إذ أنفقنا مئات المليارات. حتي آلت الظروف إلي ما نحن فيه الآن من أوضاع اقتصادية صعبة أفقدت الدولة القدرة علي توفير الحياة الكريمة للكثير من أبناء الشعب الذي يعاني الآن المر بسبب الحروب التي خاضها منذ عام 1948 حتي أكتوبر .1973
وليس سراً ان هذا المشروع استهدف نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي علي خلفية التوتر الذي شاب علاقة حكومته بأوباما في الفترة الأخيرة. وهو ما دفع الناطق باسم الخارجية المصرية إلي القول: "قررنا سحب المشروع. بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب ان موقف الإدارة الانتقالية هو الاعتراض علي المشروع مطالباً الإدارة الأمريكية الحالية باستخدام حق "الفيتو". مضيفاً ان "مصر باعتبارها شريكاً رئيسياً في رعاية اية مفاوضات مستقبلية بين الجانبية الفلسطيني والإسرائيلي بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة. كان من المهن أن تحافظ علي التوازن المطلوب في موقفها لضمان حرية حركتها وقدرتها علي التأثير علي الأطراف في اية مفاوضات مستقبلية". ويقيني ان شعور مصر بأن هذا القرار لن يمر بسبب "الفيتو" الأمريكي هو ما جعلها أيضاً تراجع موقفها وتتأخر في إعادته إلي التصويت.
وأقول لكم. إن مصر بقيادتها الواعية تنظر إلي المستقبل وحل القضية بشكل نهائي مع الإدارة الأمريكية الجديدة. لا مجرد اصدار قرار لن يقدم أو يؤخر. وقد أكدت ذلك مؤسسة الرئاسة التي أعلنت ان الرئيسين عبدالفتاح السيسي ودونالد ترامب اتفقا علي أهمية اتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية. بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية