الجمهورية
اكرام منصور
سوريا.. والوجه الآخر للأمم المتحدة

الأحداث في حلب تتسارع كلمح البصر بعد سيطرة الجيش السوري عليها والتي كانت خاضعة للجماعات الإرهابية المتطرفة وتنظيم ¢داعش ¢والمعارضة المسلحة الذين كانوا يسيطرون عليها بدعم لوجيستي من تركيا وبعض الدول الأقليمية بجانب التحالف الدولي وعلي رأسهم واشنطن.. ولقد عثر الجيش السوري علي العديد من مستودعات الأسلحة في بعض المدارس والمنشأت الخاصة بالخدمات في بعض الأماكن بحلب.. وكماقام الجيش السوري بتفكيك الألغام والتخلص من العبوات الناسفة التي تم زرعها من قبل عناصر المعارضة المسلحة وتنظيم ¢داعش ¢ الأرهابي وبعض المنظمات الإرهابية المسلحة في بعض الأماكن بجنوب وشرق حلب.. كما يواصل الجيش السوري هجماته بالمدفعيات علي أماكن مسلحي حركة أحرار الشام في منطقة تلبيسة بشمال حمص وتدمير صواريخ خاصة بهم وقتل البعض منهم.. كما قامت قوات الجيش السوري بإحباط العديد من الهجمات من قبل تنظيم داعش في منطقة الشرق بريف حمص والذي قد تسبب في مقتل عشرين شخصا من التنظيم الإسلامي.. ولاأحد ينكر أن انتصار الجيش السوري هو رسالة للإرهابيين بأنهم لا يمكن أن يبلغوا أهدافهم.. ولايمكن نسيان الدور الروسي الخطير الذي لعبته مع سوريا من أجل تحرير حلب التي أفشلت جميع مخططات القوي الدولية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة علي سوريا وكان عقابها هو حادث مقتل السفير الروسي أندريه كارلوف بتركيا كان رد فعل عنيف علي الدور الذي تلعبه روسيا داخل سوريا ومساندتها للسلطة السورية في حربها ضد الارهاب ومحافظتها علي سيادتها.. كما جاءت العملية التركية في" الباب" بعد حصول أنقرة علي الضوء الأخضر الروسي في أعقاب الوفاق بين تركيا وروسيا وإيران بخصوص تهجير سكان حلب الشرقية.. والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد أن هناك دولا تسعي لإقامة دولة كرديةشمال سوريا.. وشدد أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة علي الإطلاق وبالتالي إقامة حظر جوي أمر لا بد منه لتأمين المنطقة بحسب وصفه.. كما أن هناك دولا تصوت ضد قرارالجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل التحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا وهي روسيا والصين وإيران وسوريا والجزائر وفنزويلا وتسع دول أخري. في حين امتنعت 52 دولة عن التصويت.. وقد أشارت الدول المعارضة إلي أنه ليس من الضروري لتسوية النزاع السوري البحث عن المذنبين ومعاقبتهم لانهم يعملون ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.. بل يجب اتفاق القوي السياسية داخل البلاد في محاربة أرهاب ¢داعش¢ والمجموعات الإرهابية الأخري.. كما أن تشكيل المحكمة يعني انتهاكا واضحا لسيادة سوريا.. ويأتي سؤالي هنا لماذا لاتسعي الأمم المتحدة لمعاقبة الذين اقترفوا جرائم ضد البشرية وحقوق الأنسان في العراق أوليبيا أو أفغانستان ؟!!.. كما أننا لانسمع عن تشكيل محكمة دولية لمعاقبة ¢داعش¢ والمنظمات الإرهابية التي ترتكب جرائم القتل والابادة أمام أنظار العالم كله أم أن الامم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تقيم المحاكمات وفقا لملاحقة غير المرغوب فيهم ولايتسقون مع أفكارها ومصالحها.. وليس هناك أدني شك في ان محكمة لاهاي كانت أداة لضرب أعداء الصرب لتسوية حسابات قديمة.. وهو ما حدث فعلا عندما نتذكر هذه المحاكمة والحديث عنها يدور عن محكمة لاهاي بشأن يوغوسلافيا حيث عقدت هذه المحكمة خلال 33 سنة من وجودها 155 جلسة للنظر في 102 دعوي قضائية ضد الصرب كانت تسع منها فقط ضد الألبان و المثير في الأمر أن ستة من الألبانيين أطلق سراحهم وحكم علي السابع بالسجن 13 سنة وأفرج عن الثامن مبكرا علي الرغم من الحكم عليه بالحبس ست سنوات. كما برأت المحكمة الألباني التاسع مرتين رغم اتهامه بعمليات الإبادة الجماعية.. وبالتالي فإن المحكمة بشأن سوريا ستكون سلاحا لضرب سيادة روسياوسوريا.. ومما يؤدي لتفاقم شدة النزاع بين الأطراف السورية بجانب حرمان سوريا من أي أمل في المحافظة علي سيادتهاوعلي كيانها كدولة مستقلة ... وهذا الموقف السلبي يكشف لنا الوجة الآخر للأمم المتحدة وبأنهاغير مهتمه بإحلال السلام في سوريا.. كما تشير أصابع الاتهام لواشنطن وحلفائها والأمم المتحدة بكونهما يتغاضوا عن جرائم المعارضةالمسلحة والتنظيمات الاهاربية.. وأعتقد أن واشنطن تتفهم أن روسيا هي الدولة الوحيد ة التي لديها القدرة للضغط علي نظام الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلي طاولة المفاوضات.. ويبقي السؤال لماذا لاتقوم الأمم المتحدة بتشكيل محكمة لمعاقبة الذين اقترفوا جرائم ضد البشرية في العراق أو ليبيا أوأفغانستان؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف