عمرو الخياط
نقطة فوق حرف ساخن .. سر الفتاة المثيرة
اقتربت منا، انا والزميل الاعلامي احمد موسي فتاة تتحدث العربية بطلاقة، بادرتنا بالسلام والحديث عن مصر، سألتها عن جنسيتها، أجابت بأنها قبرصية وتعلمت العربية في مصر، اندهشت من طريقة نطقها للعربية واستخدامها لتعبيرات مصرية دارجة، وفسرت لي بأنها زارت مصر اكثر من مرة ولديها العديد من الأصدقاء بها.. لفت نظري ملابسها المثيرة التي لا تتناسب مطلقا مع المكان المتواجدين به وهو القصر الرئاسي بنيقوسيا في انتظار وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة اليونانية لعقد القمة الثلاثية التي عقدت هناك يوم الثلاثاء الماضي، سألتها عن سبب تواجدها فأجابت بأنها إعلامية سوف تقوم بتغطية القمة الثلاثية.
سألناها عن اصدقائها في مصر، فكانت المفاجأة ان جميع اصدقائها قيادات الجماعة الإرهابية فقط وأنها اجرت معهم العديد من الأحاديث التليفزيونية، وانعطفت فجأة في كلامها إلي السياسة وما يدور في مصر، وهنا ظهر وجهها الحقيقي، فهي منهم ومؤيدة للجماعة الإرهابية وأشارت في وجهنا بيدها بإشارة رابعة ودخل الزميل موسي معها في حوار ساخن جدا وهالني طريقة حديثها والتأكيد علي شرعية الجماعة والدفاع عنهم وان ٣٠ يونيو ليست بثورة وضرورة عودة مرسي ، واحتد موسي وأنا معه علي حديثها وبدأت أصواتنا نحن الثلاثة تعلو في مكان وزمان لا يسمحان بذلك، واختتمت حديثها بوصفنا بأننا من مؤيدي الانقلاب ولا حديث معكم وانسحبت من أمامنا.
وفجأة وجدنا حركة غير عادية في القصر الرئاسي وظهرت مديرة مكتب الرئيس التي أقبلت علينا تسألنا ماذا حدث مؤكدة ان كل حديثنا معها مصور وشاهده أمن القصر الذي ابلغ رئيس الجمهورية القبرصي بما حدث، فقصصنا عليها كل ما دار ودونت ملاحظات قبل أن تدلف إلي الداخل لتعود بصحبة رئيس الجمهورية القبرصي وقائد حرس القصر الذي توجه بنفسه اليها وأخبرها بأنها شخصية غير مرغوب في تواجدها وطالبها بالرحيل من القصر.
وفي هدوء قامت الفتاة من مقعدها لتسلم التصريح الخاص بها لقائد الحرس وتخرج من القاعة والرئيس خلفها يتابع ما يحدث حتي خرجت تماما إلي خارج القصر وبعدها عاد الرئيس القبرصي إلي مكتبه ليباشر عمله، وجاءت مديرة مكتبه إلينا لتعتذر علي ما حدث واعتذار الرئيس شخصيا عن الموقف برمته، وأن الأمر كان مفاجأة لهم ولم يكونوا يعلمونه.. انتهي الامر ولكن توقفت عندة كثيرا، استخدام الجماعة لمثل هذه النوعية من الاعلاميين لتحقيق اهدافهم دون النظر لأشكالهم او كينوناتهم الاجتماعية،
وما حدث في قبرص هو عينة مما متواجد في دول العالم في الوقت الذي تقوم فيه الهيئة العامة للاستعلامات بتقليص مكاتبها لضغط الإنفاق ليكون ذلك سلاحا ضد مصر تستغله الجماعة الإرهابية لصالحها وتشكل هي مكتبا اعلاميا في الدول التي أغلقنا فيها مكاتبنا الإعلامية.