الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. هل ترامب له شخصية مختلفة؟!!
ظل أوباما بمجرد توليه السلطة يبحث عن مكان يلقي من خلاله خطاباً موجهاً للعالم العربي والإسلامي كله.. وأخيراً استقر علي قاعة مؤتمرات جامعة القاهرة بجوار أقدم منارة إسلامية.. الأزهر الشريف ومساجد أهل البيت.. وكان حماس أوباما للقضية الفلسطينية وحقوق الشعوب الفقيرة منقطع النظير.. جاء خطابه مليئاً بآيات الذكر الحكيم.. صفق العالم العربي كله للخطاب. وصاحب الخطاب.. صفق الحضور الذين ملأوا أكبر قاعة في مصر والشرق كله. وصفق ملايين بلا حصر أمام ملايين شاشات التليفزيون الذي أذاع الخطاب علي الهواء بعدة لغات.. وأصر أوباما بطريقتنا الشرقية أن يقوم بواجب العزاء لرئيس الدولة في وفاة حفيده.. وبعد الخطاب مباشرة هرول إلي قصر القبة. حيث المفروض أن يستقبل مبارك الرئيس الأمريكي الجديد استقبالاً رسمياً في حديقة القصر.. ولكن أوباما بمجرد رؤيته لمبارك علي رأس السلم الطويل وهو مريض. قفز فوق السلم. وأصر علي تقديم واجب العزاء. حيث يجلس مبارك في مكانه داخل القصر.
* * *
استبشر العالم الإسلامي كله خيراً لتحريك القضية الفلسطينية النائمة منذ سنوات.. ولكن ظلت أمريكا علي نفس سياستها الخاضعة لإسرائيل خلال الثماني سنوات. وإذا كان هناك أي تحرك للقضية فكان تحرك للخلف.. وخاب أمل المغلوب علي أمرهم!!.. وكان الخطاب الساخن المندفع نحو الحق. صرخة أمل ضلت الطريق علي قرارات ترسل له. ربما لم يقرأ شيئاً منها!!.. كلها في صالح إسرائيل!!
وفي آخر ساعاته.. وهو يلملم ملابسه الخارجية والداخلية.. ويضعها في الشنط ليلقي نظرة أخيرة علي البيت الأبيض.. في هذه اللحظات الحزينة ساعدت الظروف أن يودع إسرائيل معه "بقلم محترم علي قفاها".. قرار من مجلس الأمن. يمنع إسرائيل أن تبني مستوطنات جديدة علي أرض فلسطين.. برافو أوباما. رغم تخليك عنا ثماني سنوات!!
* * *
تري هل يعيد التاريخ نفسه؟!!
الأخ ترامب جاء بنفس الحماس.. بل ربما أكثر.. فهل سيستطيع "لوبي أمريكا" السيطرة عليه لما "يروق" وينسي نشوة النصر والفوز.. ويذوق طعم السلطة. ويدرك خطورة الكرسي الذي يجلس عليه!!!... هذا ما ستجيب عليه الأيام والسنوات القادمة.
* * *
.. وهناك عدة أسئلة:
هل ترامب شخصية مختلفة عن شخصية أوباما. الذي خاف من اللوبي علي طريقة "رأس الذئب الطائر" عندما تم التلميح له بما حدث للرئيس الأسبق كيندي. الذي فتح صدره لعرفات. وأعطاه أول وآخر معونة من أمريكا. قتلوه فوراً وقتلوا من قتله لإخفاء الجريمة.. وما حدث لنيكسون. الرئيس الوحيد الذي زار مصر زيارة رسمية ووقع اتفاقات مع السادات.. ما أن عاد نيكسون من القاهرة حتي دبروا له جريمة مالية. تم خلعه بعدها مباشرة!!
هل ترامب شخصية مختلفة؟!.. يقال إنه رجل لا يهمه أي شيء.. صعد من مفلس تحت الصفر في أسفل السلم إلي أعلي درجة في أطول سلم.. شخصيته القوية وجرأته بلا حدود.. فكسب مليارات ليس لها عدد!!!!
* * *
أم أن "اللوبي الأمريكي" الذي درس شخصية ترامب. كشيء طبيعي. فوجدوا أن من مصلحة أمريكا وإسرائيل معاً هو قرار المستوطنات.. لكي يطمئن ترامب لهذا اللوبي المسيطر علي البلاد. ثم يبدأوا معه في سياسة "العصا والجزرة"!!
* * *
في النهاية..
لا أحد يعرف ماذا تخبئه الأيام القادمة.. ولكن الذي لا شك فيه أن أمريكا لن تتخلي عن إسرائيل بأي ثمن.. والمثل يقول: "من يتغطي بأمريكا عريان".. خاصة في هذه الآونة.. سيموت من البرد القارص الآن.. وغير البرد أيضاً!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف