الكورة والملاعب
سمير الجمل
ستر.. العورة!!
تتباهي فنانة تجاوزت الستين بأن المرأة المصرية فيما مضي كانت "تلبس الميكروجيب" ولا تجد في ذلك عيبا.. ولم يكن الرجل يعاكسها أو يضايقها في الشارع أو الأماكن العامة.. بعكس ما يحدث هذه الأيام.. الغالبية محجبة أو منتقبة.. والتحرش أشد وأصعب..
وأنا لا يهمني رأي الفنانة وزميلتها التي كانت تري أن البيرة يوما ما.. كانت المشروب الشعبي في مصرنا المحروسة في الخمسينيات والستينيات وتستعجب ماذا جري لمجتمعنا فعلاً.. لا يهمني رأي هذه أو تلك أو غيرهما.. لأني فقط أركز علي هذا الربط القرآني العظيم بين العري والعورة والخطيئة.. حتي أكشف للبنات والسيدات بصفة خاصة كيف أن أغلب أرباب الموضة شواذ ولهم أهدافهم الخبيثة يساعدهم علي ذلك قطاع من الفنانات ترجمن مفهوم الجمال مرتبطا بالعري والأنوثة.. حتي تحولت المرأة إلي جسد أو سلعة.
أنا هنا فقط أتوقف أمام ما جاء في سورة الأعراف: "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين" "22 الأعراف".
** أنظر إلي هذا الرابط بين الخطيئة وكشف العورة.. ووسوسة الشيطان.. ثم يقول ربنا سبحانه وتعالي في الآية 27: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون".
والمعني أن آدم وحواء كانا يعيشان عرايا في الجنة.. ولم تكن العورة ذات معني أو اهتمام.. والمعروف أننا سوف نبعث يوم القيامة عرايا يوم يفر المرء من أمه وأبيه.. ففي هذا اليوم لكل أمرئ شأن يغنيه ويلهيه ويكفيه.
والمعني أن الستر كان موجوداً مع الطاعة.. فلما جرت الخطيئة.. انكشف الستر والحجاب.. ودائماً وأبداً الشيطان هو اللاعب بوسواسه الخناس.. والرسالة واضحة.. وهي موجهة لكل بني آدم وحواء.. في كل عصر وزمان ومكان.
والله سبحانه وتعالي يقول في نفس السورة: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوي ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون" "26".
هنا تتضح لنا العلاقة بين الملبس والتقوي.. فهل رأيت أحداً من المتقين المؤمنين الخاشعين يتباهي بكشف عورته مكتفياً بأن التقوي محلها القلب وأن الله سبحانه وتعالي لا ينظر إلي المظهر لكن إلي الأعمال والأفعال والقلوب هذا صحيح.. فليس المهم جلبابك أو قميصك مهما كان شكله ومهما كان مظهرك أنت.. لكن شر العورة أساس كل ملبس.. والقواعد معروفة للرجال والنساء وهي محددة ومعروفة مهما تغافل الناس عنها تحت شعار الموضة والتمدين والشياكة.. لأن الزينة هنا مطلوبة عند كل مسجد.. وإذا كانت ضرورة وأنت متجه إلي دار العبادة فما بالنا ونحن في حياتنا العامة الأخري.. لكن بالشروط التي لا تمنح للشيطان فرصة أن يتسلل ويتمكن.. ألم يسأل أحدنا نفسه ذات مرة: من هو اب الموضة الذي يصدر "تعليماته والعياذ بالله فاذا بالبشر يتبعونها صاغرين طائعين وإلا خرجوا عن ملة هذا الرب المزعوم.
ألم يسأل أحدنا نفسه: من الذي حول الشذوذ إلي موضة في الشكل حيث اختلطت الأوضاع وسقط الحاجز بين آدم وحواء وانقلب الحال وتبادلا الأدوار بل صار القبح واللباس الممزق موضة ويا من خرجتم علي كل الأعراف.. ارجعوا إلي سورة الأعراف!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف