الكورة والملاعب
حسن رمضان
الآباء المنسيين.. يستحقون التكريم
مشاعر الأبوة أو الأمومة لا يشعر بها إلا بعد أن يمارسوها فعلاً الأبناء وبعد أن يتزوجوا ويرزقهم الله بأبناء يطيرون النوم من عينهم بعد الولادة وأثناء التربية في الصغر وقتها يدرك الابن كم عاني الأب من تجاوزات وسلبيات وأخطاء يرتكبها الابن والأب هو الذي يتحمل ويشيل الهم ويعاني ويعالج ما ارتكبه الأبناء من أخطاء وهو راض علي أن هذا واجب عليه.
¼ لكن الآباء غالباً ما ننساهم عند الكبر وعندما نتحدث عن الحب والحنان والعطاء.. فيكون الآباء ضحايا إهمالنا وأطماعنا وضحايا جحودنا ونحن شباب لكنهم رمز للحب الحنان والعطاء واللهفة عندما نصبح آباء.
مهما كان الأب فقيراً فهو يتمني أن يكون أبناؤه أغنياء وأفضل منه علماً الأب يعيش حياته كلها ومهما كانت ظروفه ومعاناته من أجل أبنائه ويعتبر هذا واجباً عليه وهو كذلك فعلاً ولكن بعض الأبناء لا يقابلون الأب بما يستحق من اهتمام ومشاعر نبيلة والأب يعطي والابن يأخذ دائماً ولا يشعر بقدر العطاء إلا بعد أن يرزقه بمن يأخذ منه وبعض الأبناء يعتبرون الأب قاطرة تجر ورائها من عربات أو ماكينة لطبع الفلوس الأبناء لا يتذكرون آباءهم إلا وقت الشدة والأزمات ووقت الحاجة وهذه هي الدنيا في هذا الزمن. كم أتمني أن يشعر كل ابن من أبناء هذا الجيل بمدي العطاء الذي يقدمه أبوه له. قد لا يكون حنوناً في أغلب الأوقات لظروف خارجة عن إرادته الحنان نعم مهم ولكنه ليس كل شيء في التربية.. الحنان له وقته ولا يعني الطبطبة والدلع لكنه يعني الاهتمام بكل صغيرة أو كبيرة في حياة ابنه.
ولأن كل أب يتمني من قلبه أن يكون ابنه أفضل منه والأب دائماً إيده ممدودة للمساعدة والمساندة ويجوع ويعطي لابنه ليأكل ويشبع ولا يبخل بأي قرش ولا يتأخر بأي توجيه أو نصيحة ولا يتردد لحظة في أن يقدم عمره وحياته من أجل راحة أبنائه كم من رجال ضحوا بأموال ومناصب وضحوا براحتهم طوال العمر لتستمر مسيرة الحياة حتي لو كانت عكس الطريق الذي يوفر الراحة والهدوء والانسجام والمشاركة المتفهمة الواعية راضين قانعين بما قسمه الله وبما قدر من أجل تماسك الأسرة وبعض الآباء يحرمون أنفسهم من ملذات الحياة من أجل أن يوفر لأبنائه العيش في أمان ولقمة عيش حلال فكل الآباء رحماء وكل الأمهات منتهي الحنان لأبنائهم فقلب الأب أو قلب الأم يسع الدنيا كلها هكذا خلقه الله وهكذا سيبقي أبد الدهر.
¼ أقول لأبناء اليوم أدعو لأبي وترحموا عليه الذي جعلني قادراً علي تحمل المسئولية من الصغر. وقادراً علي أن أقدم لكم بعضاً مما قدمه لي في التربية والمباديء والقيم وحسن الخلق وكيفية التعامل بحب مع الاخرين.
ادعو لأبي معي لأنه صنع رجالاً وسيدات رغم انهم بسطاء ولكنهم يواصلون الرسالة في صنع أجيال جديدة نتمني أن يسيروا علي طريق الصواب.
¼ لا أقول هذا أب تحمل وتعب وصبر طويلاً بعد أن فقد أباه وهو صغير ولكنه كان رجلا يتعامل مع الكبار. واليوم أقول لكل ابن ان الله لن يقبل سجدتك له إلا بعد أن يتقبل أبوك تقديرك واحترامك وتكريمك وحسن معاملتك له في الكبر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف