أفراح شوقي القيسي, كاتبة عراقية شجاعة, كتبت مقالاً تستنكر فيه ضرب رجل أمن لمديرة مدرسه علي خلفية مشاجرة بين ابنته وأخري, فذهب للمدرسة طالباً فصل التلميذة المتشاجرة مع ابنته, أو تحويلها من المدرسة, رفضت المديرة, قام بضربها بعد تهديدها بسلاحه الحكومي, أفراح لم تستسغ ألأمر وكتبت المقال الذي يعيد للمدرسة وللمعلم هيبته, وكانت قبل ذلك قد تشاجرت مع نقيب الصحافيين العراقيين( اللامي) حول وضع الصحافيين وحول اتهامات بالفساد, أفراح تم اختطافها من منزلها بعد هاتين الحادثتين بعد ضرب أقربائها في شقتها, أفراح مختفية من عدة أيام ولا يعلم مصيرها أحد, الاتهامات تتجه صوب الميليشيات التابعة لنقيب الصحافيين(نعم لنقيب الصحافيين ميليشيا خاصة به!),أو بواسطة أتباع وزملاء رجل ألأمن المعتدي علي مديرة المدرسة,وأياً كان الأمر,فالاختطاف حدث,والخطر يهدد حياتها, والرسالة الموجهة إرهابية, تحذيرية, تحمل رائحة البلطجة وانتهاك القانون, أفراح لا تملك سكيناً ولا مسدساً ولا حزاماً ناسفاً, أفراح تملك كلمة الحق وهي أقوي من أسلحة الفاسدين, وميليشيات الظالمين, الكلمة سيف بتار يخشاه أهل الباطل دائماً لذا يحاولون إسكاته, كم من كاتب لم يكن يملك إلا قلمه وفكره تم التنكيل به بواسطة الطغاة, من ينسي سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة الحوادث اللبنانية الذي حرق النظام السوري أصابعه لمعارضته للتدخل السوري في لبنان؟!, من ينسي ناجي العلي ورسوماته التي عبر من خلال (حنظله) أيقونته المرسومة عن واقعٍ مرير عاشه العرب وعاشته القضية الفلسطينية فتم اغتياله !؟, من ينسي غسان كنفاني وقلمه البديع الرائع وأدبياته الراقية حتى تم إغتياله في لبنان!؟, ومن يستطيع الفصل بين إختطاف أفراح شوقي في العراق, لخنق رأيها, وكبت أرائها, وقصف قلمها, وإسكات صوتها, وبين ما يحدث في غيرها من البلاد كمصر, من منع الصحافيين المعارضين من الكتابة والتعبير كما حدث أخيراً مع الكاتب اللامع والصحافي البارع إبراهيم عيسي, وسبقه يسري فوده وريم ماجد وحافظ المرازي وعلاء الأسواني ورانيا بدوي ويوسف الحسيني ومحمود سعد وعزه الحناوي وغيرهم, وزاد الطين بله محاكمة نقيب الصحافيين المصريين يحيي قلاش وزميليه جمال عبد الرحيم وخالد البلشي أعضاء مجلس النقابة علي خلفية الأزمة الشهيرة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية, ومن الصدف البائسة المُحزِنة أن نقيب الصحافيين المصريين يُحاكَم لدفاعه عن حرية الصحافة, ونقيب الصحافيين العراقيين مُتهم بتكوين ميليشيا وبخطف الكاتبة اللامعة أفراح شوقي القيسي!؟, والفكرة كلها واحدة منع كلمة الحق من الخروج من الصدور, وخنقها داخل مكنونات النفوس, وتخويف قائلها وكاتبها والمكتوبة له وهو القارئ ليعم الخوف والرعب, حتى يعيش الناس في جمهوريات الخوف والرعب والقلق والتوتر, ويهتموا فقط بكسب وسائل العيش لهم ولأولادهم, وليتهم حتي وفروا لهم هذه السبل ليعيشوا حياة آدمية مقابل التنازل عن حقهم في التعبير والانتقاد للسلبيات, بل ضيقوا عليهم حياتهم ومعيشتهم وأصابوهم بالضنك والفقر بتعمد رفع الأسعار بصور استفزازية قاتلة, أو التستر علي الفساد والنهب كما يحدث بصورة بشعة في العراق وبصورة أو بأخرى في مصر!, المغزى واحد والأساليب مختلفة فهنا منع وإغلاق لقنوات وصحف, وهناك في العراق حيث لا دولة ولا حكومة ولا قانون, بل قانون الغاب والقوة, يسيطر العُرف السائد وهو استخدام الميليشيات في الخطف والإرهاب, أفراح شوقي ونظرائها يحاولون لملمة ما تبقي من العراق, وإعادة ولو جزء بسيط من بقايا الدولة والنظام, وبرغم خفوت صوتهم وضعف إمكانياتهم وقلة حيلتهم وهوانهم علي الناس, لكنهم سينتصرون وسيعلو صوتهم وسيندحر هذا الباطل المسيطر الآن, فهو يحفر قبره بيده , وما خوفه من أثر الكلمة إلا علامة ضعف وخور وجبن وهوان, ولولا سلاحه الذي في يده, لصار ألعوبة في يد أهل الحق, أطلقوا سراح أفراح شوقي, أعطوها حريتها التي منحها الله لها ,وأعلموا أن صنيعكم لن يزيدها إلا قوة وشمم, ستكون كلمة الحق معولاً يسقط ظلمكم وتجبركم, أفراح شوقي سلام عليك أينما كنت ,وكيف كنت وفرج الله قريب!