الأهرام
فاطمة شعراوى
من القلب .. الأبنودى نموذجا
يستحق الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى وبجدارة أن يتم تدريس شعره بل وتاريخه وحياته فى المدارس، ويستحق أيضا أن يتغنى الطلاب بأعماله الوطنية، وإن كان ذلك لن يضيف للأبنودى لأن أشعاره خالدة وستبقى قصائده وأغنياته وحكاياته وحبه للوطن، لكنه سيضيف للمناهج قيما ومعانى لابد من تعريف الأجيال بها، خاصة مما سطره الأبنودي عن تاريخ بلده فى ملحق «أيامنا الحلوة» بجريدة الأهرام‫ ‬العريقة فهو يستحق أن تتعرف عليه الأجيال اعتزازًا بفضل وتراب هذا الوطن.

أقول ذلك لأننا ننتظر صحوة وإعادة للنظر فى منظومة التعليم ومناهجه الدراسية العقيمة والبعيدة كل البعد عن المناحى الحياتية وتربية السلوك القويم وزرع الولاء والانتماء للوطن، والإخلاص للعمل ويقظة الضمير والطموح والتفاؤل بالمستقبل، فإدراج شعر الأبنودى داخل المناهج التعليمية أمر يعد إضافة للطلبة والطالبات، ولا أراه مطلبا شخصيا من زوجته الإعلامية نهال كمال التى تنادى به وتقدمت بطلب لوزارة الثقافة منذ فترة.. ولكنه نداء من محبيه وعشاقه من الأجيال المختلفة‫..‬ أذكر منهم الفنانة نادية لطفى التى طالبت بذلك فور وفاته وكذلك الكاتب يوسف القعيد وغيرهما كثيرون ممن يقدرون قيمة ومكانة الأبنودى فى تاريخ الشعر المصرى والعربى، وهو الذى يدرس بجامعات أسبانيا ومنها جامعة مدريد وجامعة أوتوناما فى اعتراف مباشر بقيمته كنموذج للشعر العربى المعاصر.

فكيف نغفل ونستهين بحكايات تنمى روح الوحدة الوطنية يحكى فيها الأبنودى كيف كان يحتفل مع أخوته من الأقباط بأعيادهم بتفاصيل الطقوس التى يشارك فيها وكيف كان يقدر والدته ويعلى قيمة المرأة طوال حياته ويدلى بكلمته الشهيرة إن المرأة هى حاملة الحضارة.. كل ذلك وغيره من القيم والسلوكيات والمبادئ التى يجب الإهتمام بها فى تربية النشء تتوافر فى حياة الأبنودى الذى بدأ من الصفر حتى أصبح من كبار شعراء العالم العربى ليكون نموذجا وقدوة تحتذى بها الأجيال.. ويبقى أن نقدم لهم هذا النموذج فى كتبهم حتى يستفيدوا به.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف