محمد سراج
عندما يأتي المساء .. الضمير في النحو فقط
عندما يأتي دور تأنيب الضمير اي "يستيقظ الضمير" حينها يشعرك بانك اسوأ إنسان علي سطح هذه الأرض ولكن تأكد مادمت تشعر بهذا الشعور فثق بانك من أطهر الناس قلباً. ولأنه في باطن كل إنسان "إضاءة" تسمي ضميراً ان ابصرت دعمت صاحبها بالحياة وإذا تلاشت فلا حياة فالضمير "شمعة" في كل قلب إنسان مظلم إن أشعلها لربما يتألم قليلاً من حرارتها لكنها ستنير له الطريق الصحيح.
والضمير ان تشعر بالآخرين ولا تظلمهم وأول ما يخطر ببال الإنسان عندما يذكر أمامه كلمة الضمير هو المساعدة بدون مقابل او تأدية عمل علي أكمل وجه من قبل الموظفين للمواطنين تشعرهم بالسعادة والولاء والانتماء للوطن.. تماماً كما الضمير في النحو يصل الجمل ببعضها فهو في الحياة يصل القلوب ببعضها لأن كل شخص لديه قلب ولكن ليس كل شخص لديه ضمير وليست البطولة في هذا الزمان ان يحمل الإنسان سيفاً ولكن البطولة ان يحمل الإنسان ضميراً. رغم ان الضمير لا يمنع من ارتكاب الخطأ انه فقط يمنعه من الاستمتاع به.
الضمير الحي هبة من الله عز وجل رغم ان كلمة "الضمير" لم تذكر بشكل مباشر في "القرآن الكريم" ولكن لم تخل سورة من سور القرآن من وجود معني من معاني الضمير بأنواعه وأحكامه واغراضه وقواعده لأنه إذا مات الضمير تستباح الحقوق وان مات الضمير مات الحياء نعم لأنه إذا مات القلب ذهبت الرحمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة وإذا مات الضمير ذهب كل شيء علي سبيل المثال مشكلة مصر ليست في تغيير الوزراء كل فترة ومع كل أزمة المشكلة في الضمير وليست في التغيير.
الضمير المطمئن خير وسادة للراحة هي نفس الوسادة التي تحمل رأس الغني والفقير. الصغير والكبير. الحارس والأمير. الجلاد والأسير ولكن لا ينعم بالنوم الهاديء سوي مرتاح الضمير.
نعم نعترف ينقصنا الضمير في معظم أمور حياتنا اليومية بداية بحرم الشارع المنهوب ولا مكان للمارة ونهاية بالموظف الذي يفتح درجه للحصول علي توقيعه ومروراً بالذين يشاهدون في صمت ويؤكدون ان كل ما يتطلبه الفساد هو بقاء ذوي الضمير الحي صامتين.