المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف .. الشياكة


لما كان ربنا يكرمني وأستطيع أن أوفر من المرتب لمدة شهرين أو ثلاثة واطلع رحلة إلي شرم الشيخ أو الغردقة وقتما كان السياح الأجانب يحتلون الفنادق بمختلف درجاتها ووقتما كان في المرتب خير يمكن الادخار منه عندما كنت أصادف أحد السياح خارجا من غرفته أو عائدا من الشاطيء أو ذاهبا إلي المطعم وتتلاقي وجوهنا أراه مبتسماً لي وكأنه يعرفني منذ سنوات!
في البداية كنت أبحلق في نفسي وأتساءل: لما يضحك هذا الأجنبي؟! هل لا يعجبه "المايوه" الذي أرتديه لأنه طويل إلي حد ما ليدفي الركبتين؟ هل هناك بقايا طعام علي فمي؟ هل نسيت سوستة البنطلون مفتوحة وأنا خارج من الحمام؟ لماذا يسخر مني بهذا الشكل؟!
المشكلة ان الأمر يتكرر كل ما أقابل سائحاً وجها لوجه رجلاً كان أم فتاة وأي كانت جنسيته.. يضحك؟! ما العيب إذن؟!
بعدها عرفت ان ذلك أسلوب حياة عندهم هم يعملون بقول رسول الله محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ "تبسمك في وجه أخيك صدقة" فيوزعون الابتسامات هنا وهناك كنت أحسبهم انهم جاءوا إلي بلدنا طلباً للشمس حمامات أتاري عنيهم علي الحسنات!
في هولندا والدانمارك والسويد وأغلب الدول الأوروبية خصوصاً في المنطقة الشمالية لديهم تقليد مهم جداً عندما يريد شخص أن يجدد طلاء جدران منزله أو يعيد بناء سور الحديقة مثلاً ويريد تغيير لونه يذهب إلي جاره في الجهة المقابلة ويسأله عن اللون المحبب له ليطلي به جدران منزله لأنه وأسرته أكثر من سينظرون إلي منزل المنزل الذي أمامهم ولا يريد أن يروا منظراً يؤذي أعينهم أو يزعجهم إذا تم طلاء المبني بألوان لا تعجبهم.
في بلادنا يقولون "النبي وصّي علي سابع جار"!
في مرحلة الثانوي والجامعة كنت أعاني من مشاكل في المعدة والهضم. الدكتور زهق مني لا يوجد علاج لحالة سوء الهضم التي أعانيها لم أكن أمضغ الطعام جيداً إلي أن طرأت فكرة جهنمية في رأس الطبيب المعالج وقال لي: "حلك الوحيد انك تأكل بالشوكة والسكينة".. وقد كان وتمكنت وللمرة الأولي أن أخرج من بيتي بدون كيس الفوار.
"الكيس.. لم يعد في جيبي"!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف