المساء
سمير الجمل
سألوني الناس .. "دقي دقي يا رقابة".. وأسعدي قلب "الغلابة"!!
** سألني في البداية وهو أمام محل التموين: معاك 150 مليون جنيه فكة؟.. لم يدهشني السؤال لأنه بدأ يغني "دقي دقي يا رقابة.. وأسعدي قلب الغلابة".. وفهمتها من الرجل البسيط.. وبدأت أنا أسأل نفسي؟!
* كانت الرقابة الإدارية موجودة منذ سنوات ومن وقت أن تأسست في الستينيات لكي تقدم تقاريرها الصامتة الوقورة إلي المسئولين وكل في اختصاصه.. وتعودنا أن تذهب التقارير إلي طي النسيان.. وعلي الكيف.. وقد يطلب المسئول "تقرير دليفري" ضد شخص بعينه لأنه ليس علي المعدة ولما جاء الرئيس الذي يكلمنا دائماً وأبداً عن الشرف.. ويدخل إلينا دائماً وأبداً من باب المصارحة والوضوح وقال لنا منذ اليوم الأول: الحالة الوحيدة التي أكون فيها "شمشون" أن أجد حولي 90 مليون "عنتر بن شداد" وقال: اقطعوا لسان من يتحدث باسمي.. أنتم حزبي وعزوتي وأهلي.. ولن أضع ريشة علي رأس أحدكم دون الآخر.. وردد علينا بطريقة حديثة مقولة النبي محمد صلي الله عليه وسلم "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".. في عهد هذا الرجل الذي يعتصم بالنبل والإخلاص في ملعب سياسي قائم علي اللف والدوران واللوع والخداع.. رأينا الرقابة الإدارية وشعرنا بها تحرس الوطن والمواطن وتتصدر المشهد الجديد حيث لا مجال لكبار الحرامية مهما كانت الأسماء والمواقع.. وبدأ اللصوص يتساقطون هنا وهناك.
والأصل والفصل والأساس ان كل مصري داخله جهاز شخصي للرقابة اسمه الضمير.. عطله البعض وتجاهله البعض الآخر وتناسته طائفة أصبح قانونها "الغاية تبرر الوسيلة".. استحلوا الحرام.. وحرموا الحلال.. وقتلوا وسرقوا ونهبوا وخربوا باسم الدين لأجل الدنيا.
الرقابة لا يخشاها من تنازل لأجل عيون الغلابة عن نصف راتبه وثروته من أبيه.. صاحب الورشة الكبيرة للأرابيسك في حي الجمالية.. وقد ذكر أديب نوبل نجيب محفوظ وهو ابن المنطقة ان عائلة السيسي هي إحدي ثلاث عائلات كبيرة في حي يتجانس فيه الفقير والمتوسط والغني والمسلم والمسيحي واليهودي في عناق إنساني بديع.. تربي عليه هذا الشاب الذي نشأ في بيت عائلته يوقظها كل فجر لكي تؤدي واجبها نحو الله وتسأله الستر والعفو والعافية ثم انخرط في مدرسة الرجال والوطنية والمحصلة أخلاق الفرسان لا طعن من خلف ولا غدر ولا أكاذيب.. وهي أسلحة تبدو في زماننا "موضة قديمة" ولكنها عند رب العباد أقوي وأشد فتكاً من النووي.. والله غالب علي أمره.. وهو ناصر عبده المؤمن ولو بعد حين.. وعندما أراد المبدع الكبير أسامة أنور عكاشة ان يرسم صورة لمصر الأصيلة اختار الأرابيسك رمزاً في مسلسله الشهير وهو حلقة تالية لما رصده في الحلمية ولياليها وعن الجمالية.. وهل كانت صدفة أن يكون بطله هو "حسن" وهو نفسه اسم شهرة سعيد والد بطل 30 يونيه.. البلد لن يتم تعميره إلا بنظافة اليد والقلب والضمير فاحذروا يا من سرقتم الشعب سراً وعلانية مرة بالبزنس وأخري بالرشاوي وتفتيح المخ ومشي حالك و"دقي دقي يا رقابة.. وأسعدي قلب الغلابة".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف