المساء
محمد جبريل
ع البحري .. الأزهر في إسرائيل!!


قد يبدو العنوان صادماً. لكنه تعبير عن أحدث محاولات الفكر الصهيوني للتسلل إلي الديانتين الإسلامية والمسيحية. بهدف تقويضهما من الداخل. عبر شعارات براقة محورها التسامح والمحبة وإخوة البشر. الوسائل كثيرة وقديمة من أخطرها إنجيل برنابا. الذي ألفه في الأندلس حاخام يهودي. وحاول ـ بمعلومات متناقضة وكاذبة ـ أن يضيف إلي نيران الخلافات بين المسلمين والنصاري في الأندلس. وليس نُصرَة الدعوة الإسلامية كما عرض الحاخام في إنجيله المزعوم. وهو ما كشفه أستاذنا العقاد والعديد من المفكرين الإسلاميين.
ورغم اختلافنا الجذري مع السياسات الاستعمارية الباطشة لدولة الخلافة العثمانية. فالثابت تاريخياً أن الماسونية. وجمعية الاتحاد والترقي التي كونها ما عُرف بيهود الدونمة في عهد الخلافة العثمانية. كان لها دور فاعل بالسلب في تقويض دولة الخلافة. بالتزامن مع محاولات الاستيلاء علي فلسطين. بداية من مؤتمر بازل في نهايات القرن التاسع عشر. وتحركات الزعامات الصهيونية للحصول علي وعد باستيطان اليهود أرض فلسطين. وهو ما رفضه آخر سلاطين دولة الخلافة. وإن أعطيَ مَن لا يملك ـ وزير الخارجية البريطاني بلفور ـ وعداً لـمَن لا يستحق. وأنشئت دولة إسرائيل بتحالف الصهيونية مع قوي الاستعمار العالمي ـ في استغلال واضح ـ لسيطرة القبلية علي أقطار الوطن العربي.
التاريخ الحديث يحفل بالكثير من المؤامرات. المتمثلة في هيئات وجمعيات. لتحقيق أهداف الصهيونية العالمية. وقد تنبه عبدالناصر للدور المشبوه الذي كانت تمارسه أخطر تلك المنظمات وهي الماسونية. فأمر بحلها. ومصادرة أملاكها وأموالها.
أحدث محاولات الفكر الصهيوني للتسلل إلي البنية الإسلامية. هذا الاقتراح الذي طرحه ـ عبر قناة فضائية ـ من قدَّم نفسه بالأستاذية في الأزهر الشريف. بإنشاء فرع لجامعة الأزهر في إسرائيل.. الاقتراح واجه إدانة. وكشفاً لمقدمه. حتي الشهادة الأزهرية التي ادعي حصوله عليها ثبت أنها من اختراعه. حتي اللغة العربية التي زعم في مقدمة كلامه أنه لا يجيدها. ومن ثم فسيلجأ إلي الإنجليزية بحكم إقامته الطويلة في الولايات المتحدة. لم يكن الزعم أكثر من استعراض ساذج. أو خبيث. فلم ينطق بكلمة إنجليزية.. وكما أوضحت المداخلات. فقد حاول من قبل أداء محاولات مماثلة. فضحها الطلاب الفلسطينيون الذين حاضرهم في دعوته الغريبة. واتهموه بالمهمة التي يسعي لأدائها!!»
لعلي أجد في هذه المحاولة الجديدة للتسلل إلي العقل العربي. من خلال أهم مؤسساته الدينية. دافعاً لإقامة تعاون وثيق بين الأزهر الشريف وجامعة الأزهر بغزة. وهي الجامعة التي أنشأها الزعيم الفلسطيني الراحل في 1999. واستطاعت علي مدي السنوات الفائتة أن تقدم نشاطاً أكاديمياً لافتاً. سعدت ـ في هذه المساحة ـ بالإشارة إلي بعض ملامحه.
حين نبادر بالاحتواء والإضافة والتطوير. فإننا نسد الطريق علي كل المحاولات العميلة والمشبوهة التي تحاول أن تجد أرضاً صالحة لغرس بذورها السامة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف