المصريون
رضا محمد طه
إزاحة وتخليط
الإزاحة كما يُعرفها علماء النفس هي إعادة توجيه إنفعالات محبوسة نحو أشخاص أو موضوعات أو حتي أفكار غير الأشخاص أو الموضوعات التي سببت للشخص الإنفعال، مثل الزوج الذي يتعرض للإهانة أو القهر من مديره في العمل، وعندما يعود لبيته يتهور بالسب أواللعن أو حتي الضرب لزوجته علي أتفه الأسباب، أو تجد البعض من مختلف المهن أو الوظائف ينبطحون أمام الكبارالذين يقهرونهم في الوقت الذي يستأسدون هم فيه علي من يضغرهم وظيفياً، وتلك السلوكيات تشبه إلي حد كبيرالتخليط أو خلط الأوراق، والذي يتسع نطاقه في مجتمعاتنا بشكل كبير، مثلاً بعض الكتاب والذين يصفون أنفسهم بالباحثين أوالعلمانيين، يخلطون بين فكر بعض الأئمة أو التابعين وبين الإرهاب، ومن ثم يتهمونهم بالتحريض علي القتل وهم بريئين تماماً، بالإضافة إلي صور أخري من الإفتئات عليهم كذباً وزوراً. صور صارخة لخلط الأوراق، الكثير من مذيعي الفضائيات يتهمون من ينتقد آداء الحكومة بالمتآمرين أو ومن يريدون هدم الدولة الخ من تلك الإفتراءات، وليس ببعيد ما قامت به إحدي مذيعات التوك شو في فضائية معروفة بمعايرة الشعب ولومه وتقريعه علي الكسل والتنبلة، بل وصل بها الأمر بالقول أن علي الشعب أن يقتصد في وجباته ويأكل مرة واحدة في اليوم وذلك للتغطية علي فشل الحكومة في تسيير الأمور الإقتصادية والمعيشية للناس دونما مصاعب، أما ما قامت به السلطات من غلق مكتبات الكرامة في أماكن عديدة، تلك الأماكن الفقيرة هي أحوج ما يكون لها حيث تنوير العقول من ظلمات الجهل والتطرف والإرهاب، وذلك التصرف من الحكومة مكايدة-كما يقول المختصين-في الشخص الذي أنشأها وفكر فيها نظراً لرأيه الصريح في مسألة حقوق الإنسان فكان الخلط بين الشخص ومبادئه، ولا نذهب بعيداً عن خلط السلطات الواضح بين معاقبة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق هشام جنينة ومعاقبة إبنته بذنب-حسب رؤيتهم-والدها. يبدو أن التخليط صفة متأصلة في مجتمعاتنا، خلال التسعينيات ومن أجل كرة القدم ومشادات عادية بين بعض المشجعين، حدثت وقيعة وخلاف بيننا وبين الشقيقة الجزائر جراء تهور بعض الإعلاميين وبعض المسئولين ويبدو أنه ومن وقتها ولم تعود العلاقة بين البلدين بالشكل المرغوب، فبدا الأمر كما لو أننا نضحي بالأصل من أجل الفروع. كلنا سمعنا ومنذ وقت بعيد عن سلوكيات بعض أمناء الشرطة في مخلفات المرور، فنظراً لما يطلب منه من عدد من المخالفات يومياً من المفروض لا ينقص عنه، فيقومون بكتابة مخالفات عشوائية، حيث كان البعض ممن طالتهم تلك المخالفات يحكون عن أنهم لم يزورا مكان المخالفة ولو مرة في حياتهم، أو لم يعبروا مزلقانات سكة حديد في وقت المخالفة التي حُسبت عليهم، أو بعض الضباط عندما يطلب منهم سرعة الكشف عن السارق أو المخالف فيقبضون علي بعض من لهم سابقة أو بلطجية كي يتهمونهم بشكل دونما دليل، وذلك لتقفيل المحضر. دكتور رضا محمد طه

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف