شوقى حامد
الحقائق تتكلم .. الكيمياء المفقودة
أثبتت الأيام والتجارب التى مر بها فريق الأهلى ولاعبوه مع مديرهم الفنى البرتغالى خوان كارلوس جاريدو خلو العلاقة بينهما للكيمياء التفاعلية التى تقلل الفواصل وتقرب المسافات وتزيل الفوارق وتوحد التوجهات وتحدد الأهداف ..
كيف يحبب اللاعبين فيه .. وكيف يخيفهم منه .. وعلى قدر نجاحه فى التجانس والتفاعل مع لاعبيه دون تهاون أو تفريط .. على قدر تضاعف انتاجيتهم وزيادة جهدهم .. فاننا لن نتعرض لتأهيله الفنى أو خلفيته الوظيفية أو حتى نجاحه وفشله فى تجاربه السابقة .. سنركز فقط على علاقته وتأثيره فى الفريق وبصماته على الآداء سواء الاجمالى أو الفردى للاعبين .. وسنطرح بعض الأمثلة للاستدلال على ما نقول .. ولن نتدخل فى طبيعة العلاقة التى ساءت مؤخرا بين جاريدو وأعضاء المجلس وادارة الكرة وهى التى مثلت القشة التى قسمت ظهر البعير وجعلت المجلس على وشك اتخاذ قرار باقالة الرجل واهدار دمه واعادته لبلاده سالما معافى .. وكم كنت أتمنى أن يأتى هذا القرار فى وقت مبكر نسبيا قبل أن تستفحل الأخطاء الفنية وتبتعد المسافات النقطية بيننا وبين المنافسين الذين يغردون على القمة منفردين وكأن البطل التقليدى غائب عن الساحة لأسباب فنية ..
نعود للأخ جاريدو الذى نتصور أن صراخه وصدامه وعنفه مع اللاعبين أفسد علاقته بهم .. فهو صاحب وجه عابس لا يعرف البشاشة وملامح حادة لا تعرف الانفراج وأسلوب فظ لا يعرف اللين واعتداد شديد بالنفس لا يعرف التواضع وعنف فى المعاملة لا يعرف التعاطف وقد أدى كل هذا الى نفور المحيطين منه وابتعادهم عنه واحجام عن تقديم المشورة له والاقتصاد فى بذل الجهد معه .. واذا اجتمعت هذه الأمور حول رجل أدت الى الفشل الذريع والاخفاق المريع .. ولعلى هنا أضرب المثل باللاعب الموهوب رمضان صبحى الذى لا يشكك أحد فى قدراته الطيبة .. لقد بدأ فى الفترة التى شارك فيها أمام دمنهور كمن يلمس الكرة لأول مرة .. لم تخرج منه تمريرة متقنة مرة واحدة .. ولم يسدد كرة سليمة وقوية فريدة .. واصطدم فى تحركاته جميعها بأحد المنافسين وفقد الكرة واذا سلمنا بأن رمضان يسهم بنسبة فيما وصل اليه من تواضع فى المستوى فاننا أيضا لا يمكن أن نعفى جاريدو من المسئولية عن النسبة الأخرى .. ثم تعالوا نتساءل عن التشكيلات العديدة التى قاربت الثلاثين تشكيلا التى اختارها فى مباريات الأسابيع ال 26 الماضية وكأنه يلعب بتشكيل مختلف فى كل أسبوع ولا يعترف بثبات التشكيل سعيا لتعميق التعاون وترسيخ التفاهم ..
ولم أفهم غياب الرباعى مؤمن ومتعب والسعيد ومعهم غالى .. فاذا كان يريد راحتهم فلماذا ضم اليهم باسم وحسين السيد أكثر من نصف فريق أساسى .. ما آلمنى عدم تدخل كل من الكابتن علاء عبد الصادق والكابتن وائل جمعة الى أن وصلت الأمور الى هذا الدرك السحيق من الانفصام .. وقد يكونا تدخلا لكنهما لم يعلنا هذا أسوة بالدساتير والأعراف السائدة فى الأهلى .. لكن للحقيقة فان جاريدو يحتاج اذا ما رأى المجلس الابقاء عليه وسيطا نفسيا لايجاد نوع من الأرضية التعاملية بينه وبين معاونيه ولاعبيه .. أما اذا كانت الاقالة هى مصيره المحتوم فان الأهلى لن يقف على لاعب أو مدرب أو مدير فنى أو بطولة .. الأهلى يمرض ولا يموت .. الأهلى باق وكلنا الى زوال .. هو أكبر وأعلى وأقوى من الخطوب والمحن وكم مرت عليه شدائد وكم تعرض لاختبارات وخرج منها أصلب عودا وأقوى صدودا .