المصريون
أيمن كامل
الشعراوي الذي وحد القطرين مصر والسعودية
*المقال رداً على إتهام مفيد فوزي للشعراوي بتخصيب الأرض للتطرف في حواره مع حمدي رزق. معظم المصريين عرفوا الشيخ الشعراوي عن طريق برنامجة الشهير يوم الجمعة حيث كانت تخلو الشوارع وحتى المقاهي كان الجمهور يدير القناه حيث حديث الشعراوي ولم يكن ينافسه هذه المكانة الشعبية سوى عبقري مصر الفذ الدكتور مصطفى محمودفي برنامجة" العلم والايمان" لكن لو وفقك الله للحج ستعرف بعض فضائل هذا الرجل الذي رزقه الله القبول في الأرض .. عند الطواف تجد مقام إبراهيم –عليه السلام –والذي قرر ملك السعودية بعد فتوى علماء المملكة بنقل المقام وهنا يخرج الشعراوي ليرسل للملك برقية عاجله بأن نقل المقام مخالف للشريعة .. ولك أن تتخيل الملك قرر والفقهاء أفتوا واعترض الشعراوي المصري والنتيجة يراها كل مسلم وفقه الله للحج أو العمره شاهداً بجرأه هذا الرجل ومنزلته وبقي المقام وبقيت ذكرى الشعراوي. ويوم عرفه وأنت تسمع الخطبة يلقيها مفتي المملكة .. ستخرج عليك ذكرى الشيخ الشعراوي كأول مصري بل وآخر عالم - غير سعودي - حتى الآن الذي خطب المسلمين يوم الحج الأكبر ليكون مفخرة لمصر والمصريين طول الزمن وليست المشكله في التطاول على شخصالشعراوي فهو عند الله وعلمه المسوع والمقروء يملأ المكتبات حول العالم ولكن تكمن المشكلة فيأن تقوم أمة من الأمم بتحطيم صور أبطالها ونوابغها خاصة من رجال الدين والحكماء فهي أمة غافلة تحطم ميراثها الحضاري كالرجل الأحمق الذي كلما غضب من زوجته كسر التحف الثمينة ومكونات منزله وعندما يفيق من غضبه يجد منزله صار خرابة محطمة ويجد نفسه مطالب بتكاليف الهدم والبناء فضلاً عن إحتقار الجيران في حين تنسج الأساطير حول زعامات واهية لم يكن لمصر أي نصيب منها تقام لها التماثيل وتسمي بأسمائها الشوارعوانظر لتمثال ديليسبس أو نابليون بونابرت أو إستعرض أسماء الشوارع لتجد سليم الأول وشارع مصدق وشارع هياتم وأنا لا أحمل لسالفي الذكر أي ضغينة ولكني أعرف علماء وعباقرة وفنانين مصريين مسلمين ومسيحيين كانوا أولى بأن تسمى الشوارع بإسمهم.. وأقول لمن يحاولون تحطيم النماذج البشرية المصرية الناجحة .. إن تحطيم المثال يفضي إلى تحطيم ما يحمله من قيم ..وأنتم تحطمون قيم الدين والثقافة والتحضر لصالح فئه البلطجية والراقصات التي لا تمثل واحد في المائه من المصريين فجعلتموهم أبطالاً في أعمالكم الفنية .. وأنتم كذابون فلا يوجد مصري واحد-حتى لو كان ملحداً مصرياً- يفخر أن أمه راقصة أو أن أبوه بلطجي وسوابق فأنتم تقفون عكس حركة التحضر إما عن عمد أو من باب التكسب .. وأقول للموتورين من الشيخ الشعراوي تذكروا أنه عندما كان وزيراً للأوقاف وصديق شخصي لرئيس الجمهورية لم يحاربكم ولم يفرض عليكم أراءه وإنما لجأ للناس وهم فقط من رفعوا قدره وأعلوا ذكره حتى في نغمات المحمول أما أنتم فتأكلون أموال الفقراء باسم الاشتركية وتأكلون أموال الوطن باسم الوطنية والآن تأكلون لحوم الموتى باسم محاربة التطرف .. وأنتم أسباب التطرف ونحن ضحاياه .. ولو كان الشعراوي حياً اليوم لوفر جهد كثير من رجال الدين والساسة والإعلام ولكن انتزعت بركته من بيننا فعسى اللهألا يحرمنا أجره وألا يفتنا بعده وأن يعوضنا في علمائنا من يعوضنا فقده .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف