المساء
حسن حامد
أعقلها .. سيلفي مع الحكومة
كنت قد كتبت في هذا المكان من قبل عن فكرة تصدير الحمير بدلاً من قيام معدومي الضمير بذبحها وسلخها وبيعها لنا لنأكلها علي انها لحوم مواشي وحين يفتضح أمرهم يكون مصيرهم وراء القضبان ونكون نحن قد تحولت أصواتنا إلي النهيق وقد استجابت الحكومة للفكرة ووافقت علي تصدير الحمير أسوة ببلاد كثيرة تتربح من هذه التجارة.
ومع ان الحكومة اشترطت عدة شروط لتنفيذ الفكرة ومنها ألا يزيد عدد الحمير المصدرة علي 10 آلاف حمار في السنة وأن يكون التصدير لبلاد محددة هي الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا وأن يتم تصدير الحمير العفية فقط فإني أقول ان تنفيذ الفكرة التي اقترحتها فيه سبع فوائد كالسفر تماماً.
الفائدة الأولي ان الحكومة عادت لتقرأ ما نكتب ولم تعد مثل العهد البائد حين كانت تتركنا نركض كالوحوش في البرية دون استجابة لشيء وكأنها ودن من طين وودن من عجين والفائدة الثانية انها شجعتنا بذلك علي أن نفكر لها ونهديها الأفكار علي طبق من ذهب لكي تنفذها علي الجاهز وبذلك تكتمل الدائرة حيث تعتمد علينا في طرح الأفكار وتعتمد علي الجيش في التنفيذ وهي لا شغلة ولا مشغلة.
والفائدة الثالثة انها منعت بذلك أصحاب القلوب الضعيفة من أكل الحمير والفائدة الرابعة انها منعت أصحاب الضمائر الخربة من ذبح الحمير في الحرام والفائدة الخامسة انها فتحت الباب للتفكير في تصدير أنواع أخري من الحيوانات مثل الكلاب والقطط الضالة في الشوارع لكنها أجلت ذلك لحين بحث الموضوع جيداً واختيار البديل المناسب اللي يقلق منامنا.
والفائدة السادية انها تفتح بذلك باب رزق جديد لها يضاف إلي موارد الدولة التي لا تكفي لتغطية احتياجات أولادها من الشعب الغلبان وربما يساهم ذلك الباب في تقليل العجز في الموازنة والعجز في النمو والعجز في الإنفاق والعجز في التشغيل والعجز في مواجهة التضخم والعجز في السيطرة علي الأسعار والعجز عن كل ما يستحق وما لا يستحق حتي أصبحنا من كثرة التصريحات حول العجز مصابين به ولا علاج.
والفائدة السابعة والأخيرة هي انها تقطع لسان كل من يحاول أن يتهم الحكومة بالتقصير وعدم التفكير خارج الصندوق والعمل علي حل مشاكلنا بحلول غير تقليدية ويمكنها الآن أن تخرج لسانها للجميع وتقول "أنا أهوه شاطرة وشطورة وبحل المشاكل بأفكار مسحورة من غير طباشير ولا سبورة واللي مش عارفني ياخد معايا صورة" وطبعا الصورة حاتكون سيلفي بالتأكيد.
ولن تكون هناك فرصة ساعتها لأمثالي بانتقاد الحكومة في شيء طالما انها تفعل ما يرضي ضميرها وتقوم بمسئوليتها كما يجب وأتمني أن أكون من يدخل كادر الصورة السيلفي مع الحكومة لأتشرف بأن لدينا حكومة تصدر كل يوم بعد يوم الحمير والقطط والكلاب والصراصير والفئران والناموس والبعوض وغير ذلك مما ينغص علينا حياتنا وكأننا نعيش في زريبة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف