أحمد عمر
أصل الكلام .. ديناصورات بلدي
نتطور أو نموت.. حرية الانتحار مكفولة للمحبطين والأغبياء.. فعلتها من قبل كائنات أسطورية عملاقة كانت تسمي الديناصورات.. لم يتبق منها سوي أحفوريات وحكايات تسلي الأطفال في أفلام هوليود.. ويفعلها الآن أمام ناظرينا كيانات وتجار وشركات كانت حتي سنوات قليلة مضت ملء السمع والبصر حتي اصيبت بالتخمة الوظيفية وفقدت بوصلتها في غابة التطور حيث البقاء للأصلح والأقوي.. البقاء لمن يستطيع توظيف معطيات الحداثة والتقدم والتكنولوجيا والأخذ بالجديد في علوم الادارة.
** تكاد خيوط العنكبوت تظلل منطقة المناصرة في قلب القاهرة بشهرتها الواسعة في تجارة الأثاث والموبيليا.. أصدقاؤنا التجار هناك حزاني علي ما وصلت اليه الأحوال الاقتصادية في البلاد يشكون الكساد وانصراف المشترين عن بضائعهم.. فإذا نظرت الي تلك البضائع خدشت نظرك رداءة الصنع رغم أنها من الأخشاب الطبيعية المعروفة كالزان والموسكي والعزيزي.. وإذا سألت عن السعر ستسمع أرقاماً تتصف بالمبالغة تستدعيك لجولة من المفاوضات والمباحثات المشتركة فيما يعرف شعبياً بالفصال للوصول الي سعر معقول قد يصل الي أقل من نصف الرقم التمهيدي.. ومازالت هناك جولة جديدة من المشاورات عقب اتمام الصفقة لمناقشة تفاصيل النقل والتحميل والشئ لزوم الشئ الذي يذكرنا بأفلام الراحل نجيب الريحاني.. من نوعية ان المولة ليست تبع السرير وان البائع غير مسئول عن التوصيل.
العالم يغني علي أطراف العاصمة حيث مركز تجاري يقيمه بعض أشقائنا النازحين من سوريا.. البضائع قد لا تكون الأفضل جودة لكنه يقدم سلعة بأسعار تشمل النقل والتركيب والضمان سنوات علاوة علي أسلوب العرض والتقديم والاستقبال يجعله مكتظاً بآلاف العملاء لا يشكون كالآخرين من الكساد.
هذه المفارقة ليست حالة فردية إنما تحولت الي ظاهرة سيطرت علي أسواق القاهرة في السنوات الأخيرة حيث الشكوي دائمة من الكساد في الأحياء التجارية القديمة بينما لا تجد موطئ لقدم في المولات والسلاسل التجارية الضخمة التي انتشرت في تلك الفترة.. وللمفارقة ان أصحابها من الأشقاء العرب.
** يقع أكبر فروع المصرية للاتصالات في شارع رمسيس في مبني ملاصق لوزارة الاتصالات ومكتب الوزير شخصياً.. ستجد صالة واسعة خالية من الرواد لكنك رغم ذلك سوف تضطر للانتظار طويلاً.
وكأنك داخل في مأتم خال من المعزين حيث يعمد المقرئ الي اطالة زمن القراءة كمحاولة لستر الموقف والاحتفاظ ببعض الجمهور.
** المشكلة الجديدة في قطار الصعيد أن المواطنين لا يجدون حجزاً في شباك التذاكر فإذا استقلوا القطار فوجئوا بثلاث عربات خالية.. شكوتان في أسبوع واحد من أسيوط وفي قطار VIP.
الذي يصل محطة مصر عند منتصف الليل.. من ركاب يؤلمهم الأموال الضائعة التي تقدر بملايين الجنيهات شهرياً.. فيما يري البعض ان هذا من فعل خلايا اخوانية نائمة في الهيئة الموقرة.. ويري آخرون ان تلك الخلايا ليست قاصرة علي السكة الحديد.