المساء
السيد العزاوى
الاستقامة سلوك حضاري وأساس نهضة الفرد والمجتمع
حين جاء رجل إلي رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله قل في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك؟ في التو واللحظة قال سيد الخلق بكل سعة الصدر كلمات قليلة لكنها كثيرة المعاني تتضمن مبادئ قيمة ونبراساً يضئ الطريق لكل من أراد سبيل الحق في حياته. حيث قال صلي الله عليه وسلم "قل أمنت بالله ثم استقم" بمعني أن يستقر الإيمان في قلبك ينير فكرك والإيمان ليس بالتمني أو مجرد أقوال ولكن ما استقر في القلب وصدقه العمل. وقد حدد الرسول هذه المفاهيم بأقل الكلمات لكي يتيقن كل من يشهد أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" أن الاستقامة بمعني أن يسلم الناس من لسانه ويده وهذا سلوك حضاري أرسي دعائمه سيد الخلق صلي الله عليه وسلم لأنه الطريق لنهضة الفرد والمجتمع والطريق لبناء المجتمعات علي أساس من القيم والمبادئ التي تسمو بالأمة في كل مجالات الحياة.
الإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة تضع المسلم علي الطريق الصحيح دون أن يضع المعايير السليمة التي تميز المسلم عن غيره من سائر البشر. لأنه يلزم قولاً وعملاً في ضوء تلك المبادئ لسانه لا يتناول الناس بأي سوء يلوث أعراضهم. الصدق طوق النجاة في حياته ونبه الرسول الكريم إلي أن تلك الفضيلة هي من أهم صفات المؤمن وذلك حين قيل له: "يا رسول الله هل يسرق المؤمن. وهل يرتكب المخالفات تساؤلات طرحها البعض علي الرسول فيجيب صلي الله عليه وسلم بأن المؤمن من الممكن أن يرتكب تلك المخالفات لكن عندما قالوا له: "أيكذب المؤمن يا رسول الله جاء الجواب قاطعاً". حيث قال : "لا" مشيرا إلي أن الصدق صفة تلازم المؤمن ولا تنقصم عنه.
ولا شك أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يترك أي مجال لكي يسعد المسلم في حياته والتمتع بما أفاء الله عليه من نعم. في إطار المبادئ والقيم دون تجاوز أو غلو الوسطية والاعتدال هي أساس السلوك الحضاري والطريق للبناء والتنمية وعمارة الأرض وقد جاءت هذه القيم في القرآن الكريم: يقول ربنا "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" وهذه الأمانة وتلك المسئولية التي وضعها الله علي عاتق الأمة المحمدية تجعلها أكثر التزاماً وتمسكاً بقيم الدين الحنيف والجهاد في سبيل العمل بهذه المبادئ وتحقيقها علي أرض الواقع فيتضح لسائر البشر أن المسلم نموذج لأي إنسان في العمل والصدق في القول وفي سائر أعماله يقول ربنا منبها كل أمريء مسلم: "وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير" 78 الحج وليدرك كل أمرئ مسلم أن ربي عليم بذات الصدور فاحذر لأن رب العالمين يعلم ما خلق وهو اللطيف الخبير. ليتنا نلتزم بالاستقامة في حياتنا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف