المساء
يسرى حسان
أبوس راسك يا جبالي!!
الفازلين كان عامل عمايله.. ومثل نجوم السيما سنة أربعين. ظهر الأستاذ جبالي في حفلة عيد العمال.. تقريباً يعني أمضي الرجل سبعة أيام بلياليها تحت إيد المزين. وجاء من الدكان مباشرة إلي الحفلة محتشداً بفازلينه وشامبوهاته وخطبته التي أخرجها من الفريزر.
الأستاذ جبالي في الحفلة تقول شوفته فين قبل كده.. هو نفسه بتسريحته وبدلته وشنبه.. والإجابة: أنت تراه دائما في كل حفلة من تلاتين أربعين سنة.. اختلفت الأسماء واتفقت السحنات والخطب والهتافات والشامبوهات والفازلين والمزين!
انتشروا.. قالها جبالي للهتيفة الذين لم يكذبوا خبراً وانتشروا يهتفون ويتصايحون ويفرعنون.. لكن علي مين علي مين علي مين.. ماتروحش تبيع الميه في حارة السقايين.
لم يدخل الفيلم الهابط علي الرئيس الذي بدا هارشاً الفولة ولسان حاله يقول: وبعدين معاكم بقي.. ح نرجع تاني لنفس الاسطوانة الفكسانة؟!
جبالي مستقتل وحالف يمين طلاق ليكمل المشوار.. مشوار الأسلاف الهتيفة صانعي الفراعين. لكنه لا يدري أن النمرة غلط.. صحح معلوماتك يا جبالي. فلا الرئيس قابل هذه الطريقة ولا الناس التي زهقت من أشكال لا تدري من أين "اتحدفت" عليها بالضبط.
الرئيس جاء فوجد جبالي. ورثه مع التركة الثقيلة. واحد وانتخبوه ماذا يفعل الرئيس؟ أقول لك ماذا يفعل: يلغي الحفلة أساساً. أو يجعلها بلا خطب وهتافات.. يعلم الرئيس أن الناس تقلق من هذه الانسحاقات.. وهذا الكلام الحمضان.. لم يعد أحد يحتمل.. ولا حتي الرئيس نفسه الذي لم يقبل المزايدات وكسفهم أكثر من مرة.. لكن تقول إيه؟!
وحتي لا يمارس جبالي وأمثاله عادته في المزايدة علي العبد الفقير إلي الله أقول لحضرتك إنني فوضت السيسي وأيدته وانتخبته. ولو أعاد التاريخ نفسه لفعلت نفس الشيء راضياً مرضياً. وأقول لك أيضاً -رغم أنني لم أتشرف بلقائه وجهاً لوجه- أنني أتوسم فيه كل الخير. وأراه مع كثيرين غيري مواطناً مصرياً بسيطاً ومتواضعاً ومخلصاً وصادقاً وحريصاً علي النجاح والنهوض بالبلد.. تتفق أو تختلف مع بعض السياسات لكنك في النهاية أمام مواطن مصري صميم يتمني لشعبه رخاءً وتقدماً. ويسعي بكل ما أوتي من قوة لتحقيق ما يتمناه ونتمناه معه.. وأراه كذلك زاهداً في التفخيم والتضخيم.. والأهم زاهداً في الفرعنة التي رأي وشاهد وعاين نهايتها الكارثية.. ذكاء الرجل وتصرفاته تؤكد ذلك.
لكن هل تظن أن الرسالة وصلت؟ أشك طبعاً فالماكينة شغالة الله ينور.. جبالي وغيره.. حتي السيدة وزيرة العمال التي تخطئ في قراءة الحديث النبوي الشريف.. من أين يأتون بهؤلاء الوزراء وإذا سألتني نفسك في إيه قبل ما تروح في داهية؟ أقول لك أن يستمر الرئيس في دعمه لحرية الاعلام وحرصه علي أن يكون حراً بلا قيود.. ما دام إعلاماً وطنياً قصده مصلحة الناس فحسب.. دعوا كل واحد يقول رأيه بصراحة ولا تصادروا علي حريتنا في التعبير.. الرئيس حريص علي ذلك. لكن غيره من صناع الفراعين وأصحاب الخيال الفقير والمنسحقين مطلعين عين أبونا.. ونفسي بالمرة أن يقوم الرئيس بثورة أخري تستبعد كل المنافقين والأفاقين والانتهازيين والفاشلين الذين في السلطة وفي المناصب القيادية.. لن يستطيع الرئيس استبعاد جبالي طبعاً لأنه. قال إيه. منتخب من العمال.. لذلك أقول للأستاذ جبالي اركن شوية من فضلك.. أبو راسك يا شيخ.. بس من غير فازلين لو سمحت!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف