الأهرام
مرسى عطا الله
إعدام صدام.. والسؤال الضرورى!
قل ما شئت عن صدام حسين الذي تحل هذه الأيام الذكري العاشرة لإعدامه الذي جري تنفيذه يوم عيد الأضحي المبارك الموافق 30 ديسمبر عام 2006 ولكن واقع الحال علي أرض العراق طوال عشر سنوات وحتي اليوم يشهد له ويدين الذين استقدموا أمريكا للإطاحة به!

نعم كان صدام حسين حاكما مستبدا وديكتاتورا فظا لكن الأيام أثبتت أن التركيبة العراقية بتنوعاتها الطائفية والمذهبية والعرقية يصعب الحفاظ عليها وتأمينها ضد خطر الانقسام والتفتت وتمزيق الدولة العراقية في غيبة من حاكم قوي لديه القدرة علي فرض سلطة الدولة وضمان هيبتها.

في غياب صدام حسين الديكتاتور المستبد المتسلط عمت الفوضي كل أرجاء العراق وانتشرت الحروب الأهلية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وتحول العراق من دولة بالغة الثراء والغني إلي دولة فقيرة ومعدمة لا يجد فيها الكثيرون لقمة العيش أو بيوتا تؤويهم!

ولكن ليس بمقدور أحد أن يعفي صدام حسين من مسئولية المصائب الراهنة لو أنه كان يتقبل النصح ويرضي بالتخلي عن غروره وعنجهيته.

إن الذي يشفع فقط لصدام حسين أنه وقف شجاعا لا يهاب الموت أمام المشنقة التي خطط لها الأمريكيون لإذلاله فإذا به يتحول باللحظة المميتة والصادمة إلي مشهد صمود رجولي لن يغيب عن ذاكرة العراقيين والعرب المدركين لحجم التآمر والتدبير لتمزيق أوطان الأمة وشرذمتها ونشر الفوضي بها تحت رايات الفوضي الخلاقة المزعومة!

ويبقي السؤال الضروري هو: ما رأي الذين يتوجسون هذه الأيام خيفة من المارد الشيعي الذي يزحف علي الأرض العربية وهم الذين لم يضعوا في اعتبارهم أن إطاحة صدام حسين بهذه الصورة الانتقامية هو البذرة الأولي لبروز الجماعات الشيعية المتشددة علي أرض العراق والتي تمثل قاعدة الإمداد والتموين لبقية الأذرع الشيعية في العديد من أوطان الأمة!

خير الكلام:

<< لا تذم ما تجهل كيف تمدحه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف