أبو الفتوح قلقيلة
ستة أشهر صبر.. ثم ماذا بعد ؟
وهل للشعب خيار آخر.. بمعنى أكثر وضوحًا ومكاشفة: هل يمكن للشعب أن يحاسب الرئيس وحكومته وأعضاء ما يسمى افتراضًا بمجلس النواب، على موجات الغلاء المستعر الذي أفقر الجميع و هوى بالفقراء و متوسطي الحال لموضع شديد الخطورة على الوطن قبل أن يكون عليهم !
دعا السيد الرئيس المواطنين للصبر قليلًا لمدة ستة أشهر فقط، ولم يوضح نهائيًا ما الذي سيحدث خلال تلك الفترة القصيرة من وجهة نظر سيادته، ستة أشهر معاناة أخرى من إنفلات جنوني في أسعار كل شىء على الإطلاق، وحكومة تقف موقف المتفرج أحيانًا بل وموقف المهلل والمكبر والمسبح بحمد الغلاء الذي أبدعته عبقريتها، التي لا مثيل لها في هذا الكوكب، ستة أشهر فقط وتحدث المعجزة مثلًا أو يعود الوضع لما قبل قبل!.. هل يمكن مثلًا أن يعود للجنيه بعضًا قليلًا من قيمته التي أضاعتها الحكومة بنفسها وبمحض إرادتها تحت مسمى تعويمه وبموافقة السيد الرئيس على تلك الخطوة، التي تفاخر سيادته بأنه لن يتوانى في اتخاذها بشجاعة مغايرة لما خشى منه الرؤساء السابقين عليه !
ما الذي يمكن أن يحدث في خلال الستة أشهر المقبلة والتي ستكمل العام الثالث للرئيس و الذي سيتبقى له سنة واحدة في مدته الرئاسية، والتي من المفترض أن يقوم الرئيس فيها بإنجازات فعلية تمس حياة المواطنين بشكل إيجابي، يقنعهم باختياره لمدة رئاسية مقبلة وأخيرة، هذا إن لم يتم تعديل دستوري من مجلس النواب الذي يمكنه فعل أي شيء في أي وقت استنادًا لعدم وجود شعب يمثله.. هذا هو الواقع الذي يدركه الجميع حتى وإن صمت اقتناعًا بعدم جدوى الكلام !
هل سيزيد الرئيس من مخصصات التموين للأسر المصرية التي تجاهد من أجل الحصول على زجاجة زيت أو كيلو سكر والعياذ بالله؟.. هل سيفعل ذلك الرئيس أم ستقوم حكومته بتخفيض الدعم أكثر وأكثر، عن طريق رفع أسعار السلع التموينية ثم تتفضل بالسخرية من ملايين الشعب بوضع أرقام تليفونات مخصصة لمن يتلاعب بالأسعار.. ههههههههههه وكأن الحكومة تقول للناس بلغوا عني لو شاطرين.. بلغوا عن الحكومة للحكومة ذاتها.. بالطبع لن تجد هذه المسخرة في أكبر مسارح العبث على مستوى العالم، ولا يمكن تخيلها إلا عند المرحوم معمر القذافي الذي قاد في يوم ما مظاهرة ضد نفسه وحكومته ونظامه!
هل سيقوم نظام الرئيس بوقف كافة عمليات الاستيراد عدا الأدوية والأغذية الأساسية لوقف نزيف العملات الصعبة، ثم استحداث بدائل محلية إنتاجية حقيقية بدلًا من المشروعات العملاقة التي لا جدوى قريبه منها؟.. هل ستقوم الحكومة بفرض ضرائب تصاعدية على نجوم الفضائيات من الإعلاميين والممثلين والمغنين ولاعبي الكرة والنجوم من أمثال الهضبة والجبل والأسطورة والبلطجي وغيرهم ممن يعيشون في مصر الأخرى !
هل سيقوم الرئيس في خلال الستة أشهر المقبلة بخفض رواتب الكبار من أصحاب المراكز النافذة معنويًا وماديًا ويزيد من رواتب الصغار من عمال وموظفين ومعلمين وأطباء فيحدث توازانًا في القوة الشرائية عند جميع المواطنين؟.. إن فعل ذلك الرئيس فتلك بداية لإصلاح حقيقي والصبر مقنع ومنطقي لشعب أوشك صبره على النفاذ ولكن الرئيس ونظامه يعلمون تمام المعرفة أنهم بلا حيلة وبلا قوة وبلا صوت وبلا سند حقيقي و.. بلا ثورة محتملة قريبًا أو بعيدًا. لذا فالصبر حتمي وغالب.