قرأت مقالكم الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان "عندما تتحول المودة إلي عنف".. واتفق تماماً مع ما ذكرته أن المودة والرحمة غابت عن كثير من الأزواج المصريين وهذا ليس تحيزاً ضد الرجال لكن النماذج والتجارب الإنسانية حولنا تقول ذلك.. هكذا أرسلت لي إحدي القارئات رسالتها والتي أشار فيها إلي أن هناك خللاً ما حدث في الشخصية المصرية وتغير بعض الرجال للأسوأ فشهدنا نموذج الرجل الاتكالي الذي يعتمد علي زوجته في تدبير أمور المعيشة والانفاق علي البيت والأولاد وهو يجلس يدخن السجائر والشيشة ساعات أمام التليفزيون بالبيت وكثيراً علي المقاهي ـ اللعنة التي أصابت بعض رجال مصر في السنوات الأخيرة ـ فكأن كل رجال مصر هربوا من بيوتهم وجعلوا من المقاهي مستقراً لهم ـ ويقبل علي كرامته أن تنفق المرأة ـ والاحصائيات والأرقام أصدق في التعبير والتي تقول إن 33% من الأسر المصرية تعولها امرأة سواء كانت متزوجة أو مطلقة أو أرملة ليت الأمر يتوقف عند ذلك فكثير من غير الموظفات يدفع الزوج بزوجته للعمل كخادمة في البيوت من أجل الانفاق عليه ـ وعزبة الهجانة فيها آلاف النماذج الحية ـ التي ارتضي فيها الرجل أن يأخذ مصروفه من زوجته الكادحة المكافحة.. والأكثر من ذلك أن الزوجة تتحمل إهانته المتكررة لها والضرب المبرح الذي تتعرض له بصفة شبه يومية من أجل هدف سام هو الابقاء علي ترابط الأسرة والحفاظ علي نفسيات الأولاد حتي لا يكونوا ضحايا انفصال الزوجين ويتكرر السيناريو الكئيب تدمير الأبناء نفسياً واجتماعياً.
نعم كلها أمور كان يرفضها الرجل المصري المشهود له بالشهامة والرجولة.. الآن يقبلها بعضهم ولا يجد فيها غضاضة بل يبررون لأنفسهم لقبول هذه الأمور المقلوبة.. مثل هذه النماذج هي الأكثر شكوي وتذمراً من الظروف رغم أنهم مصدر الأخطاء فهم يهربون من الواقع وليس لديهم أي استعداد لتحمل المسئولية وتغيير الواقع استناداً إلي الاعتراف بأخطائهم.
نعم هم نماذج واضحة تعيش بيننا كل مهمتهم في الحياة انتقاد الآخرين وتوجيه الاتهام واللوم لهم دون محاسبة أنفسهم.. بعضهم يتجاهلون الأدوار المتعددة التي تقوم بها المرأة سواء كانت موظفة أو ربة بيت وينسي أنها هي الزوجة الوفية والأم المثالية والموظفة المجتهدة والطباخة الماهرة والمدرسة المتميزة لأبنائها والممرضة وقت اللزوم.. وليتها في النهاية تحظي باحترامه وتقديره ليكون تكريمها في النهاية علاقات نسائية يقيمها هؤلاء المستهترون في أبشع صور للخسة والنذالة ونكران الجميل.. انتهت رسالة قارئتي التي نقلتها دون تحريف بحذف أو إضافة.
كلمات لها معني
* الأصدقاء نوعان.. صديق لا تنسي فضله طوال حياتك وصديق لا تنسي غدره ليوم مماتك.
* في مرحلة متقدمة من حياتك ستلاحظ أن دائرة اللامبالاة لديك قد اتسعت وأن أغلب الأشياء لم تكن جديرة بكل ذلك الاهتمام.
* لا تتوقف الحياة بحضور أحد أو غيابه ولكن قطارات عقولنا تتوقف عند محطة ذكرياتهم إلي الأبد.