المساء
مختار عبد العال
"نيرون" يحرق مصر
* قد تكون هذه كلماتي الأخيرة فالله وحده يعلم ماذا يمكن أن يحدث في الأيام والساعات القليلة القادمة لأنني وبكل صدق وأمانة استشعر خطراً كبيراً علي هذا الوطن.. الذي لا نملك غيره.. هذا الوطن الذي نعيش علي أرضه.. هذا الوطن صاحب الفضل علي الجميع ليس مصريين فقط بل عرب ومسلمين.. هذا الوطن الذي لا نملك رصيداً غيره في حين أن الكثيرين من بعض المحسوبين عليه يملكون أرصدة في بنوك أجنبية بل ويمتلكون قصوراً وفيلات خارج هذا الوطن يمكنهم العيش فيها عند سقوطه وانهياره.
* بكل صدق وأمانة فإن هناك خطراً وتهديداً حقيقياً يمس الوطن والبلاد.. فالبعض يدفع بمصر إلي الهاوية ويخلق الأزمات ويشعل الحرائق وكلما مرت أزمة علي خير سارعوا بافتعال أزمة أخري ويخرجون علينا بتصريحات يتعجبون فيها من عدم انفجار هذا الشعب.
*لقد شهد عام 2016 قرارات تصب كلها في خانة تحميل هذا الشعب فوق ما لا يطيق ومع ذلك صبر الشعب.. افتعلوا أزمة سكر رغم أنه كان متوفراً وكنا ننشر في الصحف استغاثات شركات السكر الوطنية من عدم قدرتها علي تصريف المخزون المعرض للتلف لديها وبعد أن كانت شركات السكر الوطنية تتسول تسويق الانتاج بسعر خمسة جنيهات للكيلو وهي كسبانة تم افتعال الأزمة وأصبح العثور علي كيلو سكر صعب المنال وارتفع سعره حتي وصل إلي 15 و20 جنيهاً في بعض المناطق.. ومع هذا صبر الناس.
* مثال آخر العالم كله يشهد انخفاض في أسعار البترول ولكن عندنا يحدث العكس بزيادة أسعار الوقود من بنزين وسولار وخلافه وارتفعت الأسعار واكتفي الناس بالتشاجر مع سائقي الميكروباص وانتهي الأمر.. وصبر الناس.
* صندوق النقد كان يتفاوض معنا من أجل رفع سعر الدولار وكانت أقصي أمانيه أن يتم تحديد سعر الدولار طبقاً للدراسات التي اجرها الصندوق وطبقاً للبيانات الرسمية ما بين 11 إلي 12 جنيهاً فإذا بالمسئولين يتخذون أسوأ قرار اقتصادي ليس في عام 2016 فقط بل منذ قرون من تاريخ مصر بتعويم الجنيه حتي وصل سعر الدولار حوالي 20 جنيهاً بما يعني تخفيض مرتبات المصريين بنسبة 100% وفي نفس الوقت زيادة الأسعار بنسبة 100% وانتظروا انفجار الشعب ولكن الناس صبرت.
* الدواء اختفي نتيجة ارتفاع سعر الدولار والحكومة أعلنت أنها لن تزيد سعره وفي النهاية اقرت الزيادة دون أدني اعتبار لحياة البشر وانتظروا الانفجار ولكن لم يحدث وصبر الناس.
* 9 جمعيات للمستثمرين يمثلون الشركات الصناعية والتجارية الكبري التي تعمل في مجال الصناعة والتجارة وتتولي مسئولية استيراد السلع الاستراتيجية والقمح والدواء وقطع الغيار ومستلزمات الانتاج من الخارج تنشر استغاثات في الأيام الأخيرة تؤكد فيها عدم قدرتها علي مواصلة العمل عقب قرارات تحرير سعر الصرف وتؤكد افلاسها نتيجة تجاوز خسائرها لاكثر من 100% من رءوس أموالها وتوقف استيراد كافة أنواع السلع وتشريد أكثر من مليوني عامل في هذه الشركات.. كل ذلك ولا مجيب وصبر الناس ولم تنفجر.
* الناس لم تعد تستطيع تدبير نفقات المعيشة والمسئولون يتعجبون ولا يصدقون أنهم لم ينفجروا وقادرون علي التحمل.
* أخيراً لم يرض البعض أن ينتهي عام 2016 ومصر لم تنفجر فأراد أن يرسل آخر الابتكارات بل آخر القنابل لعلها تنجح في أحداث ما عجزت الأزمات الأخري عن فعله ألاوهي قيام مجلس الوزراء بارسال اتفاقية تيران وصنافير إلي البرلمان رغم الحكم ببطلانها ورغم طعن الحكومة نفسها علي هذا الحكم أمام الإدارية العليا التي من المفترض أن تصدر حكمها 16 يناير.. وكأنه أراد أن يكون هذا القرار هو القشة التي تقصم ظهر البعير..
كل عام وأنتم بخير أرجوكم أنقذوا مصر من "نيرون" الذي يصر علي حرقها.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف