استيقظت مصر صباح الاربعاء الماضي علي سقوط واحد من عصابات المرتشين والمخربين الكل أصابته الدهشة والاستغراب ليس بسبب الرشوة في حد ذاتها ربما لأننا اعتدناها وأصبحت ممارستها منتشرة بصورة مقززة ومرعبة في سلوكيات الموظف العام في سائر التعاملات الحكومية ولكن لحجم المبالغ التي حصدها "اللبان".
قضايا الرشوة علي وجه التحديد شائكة ومتشعبة جزء منها يعود للقوانين واللوائح والآخر لفساد وموت الضمائر وضياع منظومة القيم والأخلاقيات وهي وحدها كافية لأن تقودنا إلي الهاوية والهلاك.
سنوات وقضايا الفساد تؤرقنا.. فقد فتح الباب علي مصراعيه لإهدار أموال الدولة مما يساهم في ضعف عمليات التنمية وتراجع قدرة الحكومة علي توفير الخدمات الأساسية سنوات ونحن نحاول الضغط علي الرأي العام للتصدي لهذا الفساد اللعين ورفضه بكل وسيلة لأن العائد سيؤدي إلي تقدم مصر وتحسن الأداء في جميع المجالات ومن جهة أخري نطالب بوضع سياسات واستراتيجيات محكمة لمكافحته ومحاسبة المقصرين ومعاقبتهم لضمان تحقيق العدالة.
ولأن الفساد أحد أعراض الفشل في السياسة العامة أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مسئولية البلاد ضرورة إعلان الحرب بلا هوادة علي أشكاله ومظاهره الكارثية فأطلق يد الرقابة الإدارية لتقود معركة شرسة بمنتهي الحسم والقوة واستطاعت خلال عام واحد فقط أن نسقط الكثيرين من المفسدين من الكبار والصغار المتلاعبين بمصائر الشعب ومقدراته.
اللواء محمد عرفان ورجاله الأبطال إيماناً منهم بضرورة القضاء علي الفساد ومكافحته باعتباره من أكبر معوقات التنمية يمارسون مهامهم في تنسيق وبلا ضوضاء أو ضجيج إعلامي في كل مشروعات ومجالات العمل نجدهم بداية من المشروعات القومية الكبري حتي الأسواق وسائر الخدمات التي تمس أمن وأمان المواطن إلي جانب مشاكل الجهاز الإداري للدولة.
اللواء عرفان عازم النية أن تكون الفترة القادمة أكثر رخاء ونمواً وجذباً للاستثمارات وبالطبع كل هذا لن يأتي من فراغ ولابد أن يكون هناك عمل وجهود وعزيمة وإرادة وصبر فكان هذا منهاج الرقابة الإدارية في معركة لا تقل شراسة عن مواجهة الإرهاب معركة ليس لديهم فيها أي حسابات أو مصالح لأحد ولكن المصلحة الوحيدة التي يعرفونها ويقدسونها هي مصلحة مصر.
في الحقيقة ولمعرفتي بحجم العمل والجهود التي يبذلونها أقول إن التحية والتقدير هي أقل ما يمكن أن نقوله في حق هؤلاء الأبطال الذين حملوا علي أكتافهم هموم المواطن واستطاعوا أن يمنحونا الإحساس بأن لدينا درعاً وسيفاً قادراً علي اقتحام قلاع الفاسدين الذين يحاولون إغراقنا في الظلام.
لقد استطاعوا أن يعطونا الأمل بأن مكافحة الفساد قضية يمكن معالجتها والتعامل معها بشرط أن تخلص النية من جميع الأطراف ولابد أن تكون هناك خطوات تمضي جنباً بجنب مع خطوات الرقابة الإدارية فلابد أن يتم مراجعة القوانين السابقة فلدينا مؤسسات نما فيها الفساد باللوائح والقوانين والعقود الرسمية والأمثلة كثيرة من نهب أراضي الدولة وقضايا الخصخصة وبيع الشركات كله كان من خلال عقود وقوانين كانت أداة لإهدار أموال الشعب.
مطلوب أن تعمل كافة الأجهزة الرقابية بنفس الإحساس والإيمان بالحفاظ علي مصالح الدولة مطلوب أن تكون تقاريرها علانية لمنع التلاعب ولفضح ممارسات شبكات الفساد.. الحلول الجذرية مطلوبة لمنع تكرار ما حدث.
2017
كل عام ومصر الغالية بخير وسلام.. كل عام والنفوس يملؤها النور ويغمرها النقاء وتختفي منها الضغينة والأحقاد كل عام ونحن إلي الله أقرب عملاً وقولاً.