محمد فتحى
في العضل .. لأن 2017 صعبة.. ربنا يستر !
(1) هابي نيو يير.. هذا هو أول مقال في هذا العام، المفترض أن يكون مليئاً بالعمل والوعد بالعمل. المفترض أن ينضح تفاؤلاً. المفترض أن نشيد فيه بمن تحمل المسئولية وكان علي قدرها. المفترض أن أكتب فيه شكراً لأصحاب الضمائر اليقظة وجنود الوطن المجهولين. المفترض أن أقول فيه للرئيس السيسي إذا كنت قدرنا وكنا قدرك فليعنا الله علي مصلحة مصر لأنها أهم منا جميعاً. المفترض أن أشير للإنجازات التي تحققت والأخري التي نحلم بها. لكن المفترض كذلك أن نقول الحق.. ولا شيء إلا الحق.. لأن الإشارات لا تبعث علي الطمأنينة.
(2) لا يمكن أن يكون إبراهيم عيسي خائناً وإلا لحوكم وحبس، وهو الذي واجه من قبل كل أنواع القضايا، ولا يمكن أن يكون هو سبب أزمتنا الاقتصادية، وقرف الناس في الشارع. لا يمكن أن يكون (برنامج) إبراهيم عيسي مرعبا لمجلس نواب، أو دولة، اللهم إلا لو كانوا (مهزوزين) للدرجة التي تجعلهم لا يستطيعون تحمل رأي آخر لم يعد موجوداً في الفضائيات المصرية، فبدأ الناس يتجهون لقنوات أخري تعرض عليهم سمها في عسل تغطية لأحداث يرونها ويتعرضون لها ويسمعون عنها لكنهم لا يجدون من يحدثهم عنها في إعلام يموت وهو يتجه لسيطرة من يدير الملف بعقلية (تمام يافندم).
وأنا أكتب هذا المقال وصلتني معلومة أرجو ألا تكون صحيحة، وهي إيقاف برنامج عيسي، وبالطبع كلنا يعلم أن أحداً لن يتحدث في أسباب الإيقاف الحقيقية، وسيعيدونه إلي فكرة قواعد هيئة الاستثمار والمنطقة الحرة المالكة للفضاء الإعلامي والتي تترك الشتامين والسبابين والمنافقين والمحرضين ومقدمي الإعلام الرخيص والعفاريت ومناظرات الأحذية وإعلام الأعشاب، لكنها تغلق برنامجا لإعلامي يقول رأياً مختلفاً، بل من الممكن أن يحبسوه لو أرادوا و(كله بالقانون)..
إبراهيم عيسي كتب في هذه الجريدة في بداية تطوير جريء ومبدع بدأه الزميل ياسر رزق، ولم يستمر كثيراً، ربما لأنه خشي ألا تتحمله صحيفة قومية، أحمد الله أنها تتحملني شخصياً في تجربة مغايرة لإدارتها، وفي ظروف صعبة، لكن عيسي الذي جالس الرئيس في وقت كان يحكي له عن هموم البلد إبان توليه مسئولية المخابرات الحربية. عيسي الذي صنع مدرسة صحفية صعب أن تتكرر قريباً في الصحافة الخاصة. عيسي وغيره لا يستحقون ذلك.
نقولها واضحة. الذين يعارضون من أجل هذا الوطن، مهما أوجعوه وأوجعوا مسئوليه، واجب علي الوطن تحملهم والنقاش معهم لا نبذهم، لأن صناعة الأعداء صارت أكثر صناعة رائجة الآن ولله الأمر من قبل ومن بعد.
(3) 2017 عام صعب. عام يبدأ وكل من يريد شراء احتياجات المدارس وإفطار أطفاله، وكام كيلو فاكهة يدفع من لحمه الحي 100 جنيه يومياً، وكل من يأكل ساندوتشات الفول ينكوي بنارها ونار العدس، وحتي الأغنياء والميسورين الذين أدخلوا أبناءهم المدارس الدولية بالتقسيط زادت مصاريفهم ثلاثة أضعاف علي الأقل.
2017 عام يجب أن تمتد فيه مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل الطبقة المتوسطة، التي ستكون الصداع الأكبر لهذا الوطن في تلك الظروف الصعبة، ورغم معرفتي بإجراءات كثيرة تتخذها وزارة التضامن الاجتماعي في مجهود محترم للوزيرة غادة والي وفريقها وجمعياتها، ورغم جهود القوات المسلحة التي لا ينكرها إلا جاحد، فإن طريقة إدارة الملف عاجزة مقصورة تستخدم المسكنات، ولا تضبط الأسواق، ولا تستطيع إدخال الطمأنينة علي قلوب الطبقة المتوسطة التي أنتمي شخصياً إليها..
نقولها بصراحة، ما لم يكن هناك إجراءات حقيقية، ما لم يدر الملف متخصصون وكفاءات وليس أصحاب ثقة وتنفيذيين فقط، سنكون في مشكلة كبيرة.
(4) طوبي لمن يحبون الوطن من طرف واحد.