الأخبار
يوسف القعيد
منتدي الأخبار للحوار
أربع ساعات قضيتها مساء الاثنين الماضي في فندق الماسة مع حلم ياسر رزق الصحفي الجديد الذي يؤكد انه قادر علي أن يتفوق علي نفسه وأن يطرق آفاقا جديدة ولدي ما يمكن قوله علي لسان المرحوم استاذ الأساتذة محمد حسنين هيكل عن ياسر رزق وتصوراته لمستقبله والآفاق التي يمكن أن يصل إليها - مما اعتبرته وقتها- نبوءة من استاذنا يجب أن نستوعبها وأن نوليها الاهتمام الذي تستحقه، لم يكن هيكل عندما يتكلم يثرثر أو يقضي وقته، ولكنه كان يصل لجوهر الحقيقة من اقصر الطرق الممكنة. ما فعله ياسر رزق يؤكد أن الصحافة المصرية المكتوبة تثبت انها مازالت الأصل والأساس والتجديد رغم كل التجديدات والاضافات التي عرفتها الصحافة المصرية في زمنها الأخير.
المنتدي يعقد في فترة شديدة الدقة من تاريخ الصحافة المصرية، تواجه فيها اختيارات المسير والمصير، لن أقول العبارة التي مللناها من كثرة ترديدنا لها، صحافة مصر الآن: إما أن تكون أو لا تكون.
في هذا الوقت بالتحديد ليس قبله، وليس بعده سيتحدد مصير صحافة مصر في القرن الحادي والعشرين خاصة أنها صحافة رائدة وقديمة، تعود لنهايات القرن الثامن عشر في زمن لم تكون عرفت فيه كثير من دول العالم الآن.
منتدي »أخبار اليوم»‬ يتحدد دوره انه منتدي للسياسات وتصوري أنه منتدي للحوار ربما كان ذلك أفضل من أن يكون منتدي للسياسات، لأن السياسات مسئولية الدولة وأصحاب القرار. قد نساعدها في ذلك ونشاركها في إنارة الطريق.
والخروج من المأزق الراهن بأقل الخسائر الممكنة. وإن كنت أتصور أن غياب قيمة الحوار في حياتنا يوشك أن يكون مأزق حياتنا الأول والأخير. قديما قيل في الحضارة الفرنسية الحديثة. قد أختلف معك في الرأي. ولكني مستعدأن أدفع حياتي لحقك في إبداء رأيك. وهي القيمة التي نبدو في أمس الحاجة إليها في مصر: هنا والآن.
ما أكثر الغيابات في حياتنا الراهنة، وما أقل الحضور فيه. ولكن أخطرما يغيب عنا. افتقاد القدرة علي الحوار. ابتداء من المدرسة والجامعة والأسرة والنادي والمجتمع الصغير الذي يتحرك فيه لانسان. إن تكلمت مقابل كلامك ووجهت بالقمع. وعدم الانصات لك. وإن أبدي انسان آخر لك رأياً. فإن الهدف من ابداء الرأي هو أن توافقه وتصطف معه. وأن تكون جزءاً منه.
لقد أعطاني عمرو موسي، رئيس المنتدي الكلمة بعد صديقي وزميلي في البرلمان- كلانا معين بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي - أسامة الأزهري، ولأنني في أحيان كثيرة قد لا أستطيع التعبير عن نفسي بالكلمات. لأن الكتابة تبقي الطريقة الأساسية لديّ للتعبير عن نفسي إزاء العالم.
تحدثت عن علاقة المنتدي بأخبار اليوم، وقلت أنني أحلم لهذا المنتدي أن يكون هايد بارك مصري. منطقةحرة للتفكير النقدي في أحوالنا وأمورنا. ليس من أجل أن نتوقف أمام حالنا. ونقول: ما الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه. إن البكاء علي اللبن المسكوب قد لا يقدم ولا يؤخر. ولكن أن نطرح سؤالنا علي المستقبل وأن نعانق به الزمن الآتي. ربما كان أهم من أن يستغرقنا النظر إلي الماضي سواء البعيد أو القريب.
الورقة البحثية التي وزعت علينا أعدها الصديق الدكتور طه عبدالعليم. عرفته كزميل صحفي جاد. يعرف جيدا ما يقوم به تابعته رئيسا لهيئة الاستعلامات في وقت صعب. وورقته تبقي إشارات مهمة وعلامات علي الطريق.
كلام الدكتور أشرف العربي واعجابي به بلا حدود، لأنه تحدث عن أساتذته: الدكتور إسماعيل صبري عبدالله. ومنتدي العالم الثالث الذي أسسه. وقد ترددت علي منتداه وعرفته. والدكتور إبراهيم سعد الدين. وكلاهما من أنبل عقول اليسار المصري في زمن ازدهاره. طرح أشرف العربي الأسئلة التي كان يجب أن نبدأ منها: لماذا المنتدي؟ من نحن؟ نخاطب من؟ أين الشباب في هذا اللقاء؟
يبقي سؤال لنفسي. هذا الذي كتبته، لماذا لم أقله في الاجتماع؟ خصوصا بعد أن تكلمت. لن أعيد ما سبق أن قلته عن الفارق بين الكلام الممكن والكتابة المستحيلة بالنسبة لي. لكن ربما كان لي هدفا آخر من وراء الكتابة الآن. ربما كان هدفي اشراك الرأي العام المصري معنا. فنحن لا نجري مداولات ذات طابع سري. نحن نفكر لمصر. واشراك الناس الناس معنا مسألة شديدة الأهمية.
تحدثت في كلمتي عن أن يصبح هذا المنتدي ساحة حرة أو منطقة حرة نستمع فيها لمنولوجات المصريين، ابتداء من رجل الشارع، بطل زماننا والزمان القادم. وصولا إلي المسئولين الكبار في مصر. مرورا بكل أطياف المجتمع المصري الراهنة. نعرف فيما يفكرون؟ وبم يحلمون؟ والمكان الحلم الذي يتمنون لسفينة الوطن أن ترسو عليه، وأن تتوقف عنده. مع أن الأحلام لا تعرف أبدا نقطة للتوقف. تعرف فقط متي ومن أين تنطلق؟ أما الآفاق فلا يحدها خط.
كان الحضور أكثر من 50 اسما بارزا ولامعا، يمكنني القول أنهم يمثلون ضمير وعقل مصر الراهن. يعكسون تضاريس الخريطة واختلافاتها ويقدمون روح هذا الوطن في فترة فارقة من تاريخه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف