اليوم نبدأ سنة جديدة.. المعتاد في مثل هذا التوقيت أن نأسف علي عام انقضي من عمرنا. ونتمني عاماً جديداً أفضل.. لكن 2016 كان عاماً متوحشاً.. حرق أعصابنا واستنزف دماءنا.. وتركنا بجيوب خاوية. ونفسية محطمة.. وإذا كنا لا نملك تغيير الماضي. فدعونا نحلم بصناعة المستقبل.
علي المستوي الأخلاقي أتمني في 2017 أن تعود شخصيته ابن البلد الشهم. التي اختفت لتحل محلها الفهلوة والصياعة. ونظرية اخطف واجري وسياسة أنا ومن بعدي الطوفان. وأسلوب لطم الخدود والبحث عن المساوئ والتفتيش عن العورات.
علي المستوي الاقتصادي أتمني في 2017 أن نكتسب ثقافة العمل والإنتاج.. كل الكوارث الاقتصادية التي نعيشها سببها الرئيسي ضعف الإنتاجية وغياب ثقافة العمل والبحث عن ثروة تهبط من السماء أو دولة شقيقة تقدم لنا منحة أو قرضاً.
علي المستوي السياسي أتمني في 2017 أن تختفي الوجوه الكريهة التي تصيبنا بالقرف واليأس. وتوهمنا إما أن الدنيا ربيع. أو أننا دولة انهارت. ونحن لسنا في مجتمع الفضيلة ولم نصل إلي مجتمع الرذيلة والانحطاط.
علي المستوي الإعلامي أتمني في 2017 ألا أشاهد أحمد موسي أو مصطفي بكري أو لميس الحديدي أو إبراهيم عيسي. فهم يتحدثون عن مجتمع لا أعرفه ولا أتمناه. ولا أعيش فيه.
علي المستوي الرياضي أتمني في 2017 أن نهتم بالرياضات الجماعية. وأن تعود حصة الألعاب إلي المدارس. وأن تظهر من جديد الساحات الشعبية التي تُعد المصنع الحقيقي للأبطال. ومن المؤكد أنني أتمني مثل جميع أفراد الشعب أن يفوز منتخبنا الوطني ببطولة أفريقيا.
علي المستوي الديني أتمني في 2017 أن تنتهي النعرات الطائفية. ومحاولات تصنُع التدَيُن بامتهان الآخرين والحط من عقيدتهم والانتقاص من شأنهم وأتمني من الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويهدينا إلي الصراط المستقيم. وأن يحسن ختامنا.. اللهم آمين.. وكل عام وأنتم بخير.