سعاد طنطاوى
دواعش المنابر والفتاوي السلفية
اعتدنا فى نهاية كل عام ومع حلول أعياد الميلاد فى مثل هذه الاوقات تعلو أصوات شرذمة من الناس بفتوى عدم إجازة تهنئة إخواننا الاقباط فى أعيادهم وكأنه توقيت خاص يخرج فيه علينا بعض مشايخ الدعوة السلفية وأعضائها بتحريم الإحتفال بالكريسماس وتهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم ومن قبلها كان سيل من الفتاوى تحرم الإحتفال بالمولد النبوى الشريف من خلال صفحاتهم الالكترونية والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعى.
وفى كل مرة نبرهن لهم بالدليل القاطع والمشاركة الفعلية بالقول والفعل أننا نسيج واحد وأننا أبناء وطن واحد هو مصر، وفى كل مرة ايضا يعلم دعاة التيار السلفى المتشدد أنّ هذه الفتاوى يأخذها الناس على مأخذ المزح والسخرية ضاربين بها عرض الحائط لان الأمر أكبر من ان يكون فتوى خرجت من رجل لايعلم أمور دينه ، فعلى مدى التاريخ ، والمصريون مسلمون ومسيحيون قلب واحد ونسيج واحد، الدار جنب الدار والمسجد مقابل للكنيسة واللقمة واحدة والأفراح مشتركة والاطراح متقاسمة لم نسأل فى يوم ما أهذا مسلم ام ذاك مسيحى نعيش فى سلام معا متجاورين متحابين يخاف بعضنا على بعض ، نشارك كلنا أحزان بعض ، إحتفالاتنا وأفراحنا واحزانا ، مصيرنا ففى مصر واحد هو العيش المشترك فى سلام وامان ومحبة واحترام للاخر فى كل شيىء وأولها ديانته وعقيدته ، ثم ما العيب فى أهنىء انسان بكلمة طيبة أيا كانت ديانته ألم يأمرنا ديننا الاسلامى الحنيف بالكلمة الطيبة فأن مردودها يعود علينا وعليهم بالخير والمحبة فلماذا نحرم انفسنا وغيرنا من هذا الخير ثم ما العيب فتهنئة الأخر على شىء يبهجه ويسعده أليس هذا حق من حقوق الانسان فإنهم يبادرون بتهنئتنا فى عيدى الفطر والاضحى المباركين فلماذا لانشاركهم فرحتهم بأعيادهم "فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان " فهى أداب وتعاليم ديننا الاسلامى و أمر إنسانى واجتماعى فهى من باب إدخال الفرحة على الإنسان. فلماذ نبخل بها على غيرنا وهى لاتكلفنا شىء إنما نجنى من وراءها كل شىء حلو ، اليس حق دستورى أكد علي المساواة في الحقوق والحريات
والواجبات لكل المواطنين دونما تمييز بناء علي دين او جنس أو لون , هذا فضلاً عن أن هذا الرأي ( الشاذ ) يخالف كافة الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الدينية الرسمية فى هذا الشأن - صاحبة الحق الأصيل في الإفتاء دون غيرها من مشايخ الضلال ورؤس الفتنة ومعتنقي المذاهب الوهابية المتشددة التي لاتعترف بالدستور ولا بالقانون ولا تعرف لسماحة الإسلام طريقا
نأمل أذن أن يكف هؤلاء الداعشيون الذين افتضح أمرهم وانكشفت نواياهم من إطلاق فتاوى تزيد كراهية الناس لهم وتؤكد أنهم يسيرون على خطى الإخوان، وأنهم ينفذون أجندات معينة لدول معادية تستهدف تخريب البلاد وبث الفتنة والطائفية ، أقول لهم هيهات هيهات فان التهنئة بين المسلمين والمسحيين محبة وود ، ونقول لمشايخ الفتنة والضلال - دواعش المنابر- الذين يصرون كل موسم علي تكرار هذا الغثاء والهراء بفتاويهم المتعصبة والمرفوضة من جموع الشعب المصري ، واتذكر هنا كلمات الشاعر عبد الرحمن الابنودى فى كتاب " ايامناالحلوة " حينما يصف ذكريات طفولته فى احتفال قريته بليلة السنة الجديدة وكيف يشارك فيها المسلمون والمسحيون بقوله " كنا نحن أبناء المسلمين نرفع صلبان الجريد بلا حرج ،إننا نغرب العلاقة حين نقول إنها وحدة بين مسلمين وأقباط وإنما عشنا زمازلنا شعبا واحدا امتص الحضارات التى ابدعها إنسان النيل الجميل ومن المحال لمن وحدهم النهر العظيم أن يفرق بينهم أهل الجهالة دعاة التخلف خفافيش الظلام المريبة ومن المحال أن يعثروا فى دواخلنا على عوامل للفرقة والتفكك والإنهيار ،أو أن يصنعوا منا أغلبية وأقلية " أقول لهم كفى كفى كفى ونقول لاخواننا الاقباط كل عام وانتم بخير ونقول لكل ابناء مصر مسلميها ومسيحيها كل عام وانتم والناس جميعا فى كل بلدان العالم بخير وسلام ويارب يكون 2017 افضل كتيييير من 2016 على العالم كله