عام مضي. وآخر يبدأ.. والجميع يتمني أن يأتي العام الجديد بمفاجآت سارة تزيد من التفاؤل وتدفع الأمل في قلوب المصريين الذين عانوا كثيراً من الأسعار وارتفاعها والاحتكار والتحكم في السلع وغير ذلك من أنواع الفساد والاستغلال ولا سبيل إلي قهر الصعاب إلا بالعمل ومواجهة التحديات بقوة وصلابة لا تعرف اليأس وتقتحم المشاكل وتقدم علي المشروعات بجرأة وعمل لا يعرف التكاسل أو التهاون والضرب علي أيدي الفاسدين وتطبيق القانون بحسم وحزم وبذل أقصي الجهد لرفع كفاءة تشغيل المصانع في كل المجالات للتغلب علي نقص صادراتنا للخارج. بحيث ترجح كفتها علي وارداتنا من الخارج.
علي جانب آخر لابد من تشغيل الأيدي العاملة بهمة ونشاط لمنع ظاهرة التقاعس والتهرب من العمل بحيث يكون الأجر بقدر العمل ولا مكان للمتقاعسين أو الكسالي. فقد حان الوقت والإنتاج وهو الطريق الوحيد لتقدم الأمة ومواجهة التحديات بعزيمة وصبر حتي نستطيع إضاءة الطريق أمام الجماهير الكادحة والصابرة التي تعيش مرحلة صعبة في كل شئون الحياة.. كما يجب أن نرفع كفاءة العاملين بإتاحة فرص التدريب خاصة في مجال التكنولوجيا وغيرها من المجالات التي تساهم في تهيئة كافة الظروف لتكون لدينا مجموعات من العمال المهرة في كل المجالات للخروج من الأزمات.
في نفس الوقت يجب أن تكون أعيننا وقلوبنا مع الشباب لأنه نصف الحاضر وكل المستقبل ويجب ألا نتواني لحظة عن تدريب الشباب علي العمل وفنون القيادة والإدارة بحيث يصبح لدينا شباب وفتيات مؤهلون للقيادة وتحمل المسئولية عن جدارة.. هذا العنصر لابد من الالتفات إليه باهتمام إذا أردنا الخروج من الأزمات إذ لابد من التكاتف ووحدة العمل والهدف لأن الطريق طويل والصعاب تحتاج إلي صبر والمشروعات لا يتم تنفيذها في يوم وليلة.. الشعوب الواعية تتضافر جهودها وتشتد عزيمتها في الأوقات الصعبة ومعدن المصريين الأصيل يصهر أي تحديات لأن هذا الشعب بني حضارته التي لا تزال تتحدي الزمن وهي أبلغ شاهد علي أننا قادرون علي استعادة أمجاد الأجداد.
الأمر يتطلب الوقوف بحزم في وجه الفاسدين والمترصدين للكسب الحرام وأن تكون هناك رقابة صارمة لأي تلاعب علي مستوي الأفراد أو غيرهم من بعض الجهات التي تخترق النظام وتسعي لإثارة القلاقل ولا يفوتنا أن لدينا الكثير من المهام التي تتطلب وحدة الرأي والتقريب بين وجهات النظر من ذلك علي سبيل المثال أسعار الدواء والخلافات بين وزارة الصحة وشركات الأدوية.. المهام الوطنية تتطلب من كل الأطراف التفكير في أقرب الحلول. بحيث يكون التركيز علي توفير الأدوية والسلع بما يتلاءم مع مصلحة المستهلكين. خاصة البسطاء ومحدودي الدخل.. كما يجب ألا نغمض أعيننا عن تهيئة كافة الظروف للمزارعين لرفع كفاءة مختلف المحاصيل. بحيث يستطيع الفلاح المصري استعادة التاريخ المشرق لأبناء هذا الشعب. بحيث نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية. بحيث يصبح لدينا القوت الذي يقينا من أي تحكم للآخرين في تصدير السلع إلينا. وليتنا ندرك أن من لا يملك قوت يومه. لا يملك قراره.
التحديات متعددة الجوانب والخروج من عنق الزجاجة يتطلب العمل والسعي لزيادة الإنتاج. وهذا هو الطريق الأمثل لنهضة الأمم ورقي الشعوب.
العام الجديد يتطلع إلي جهودنا ولعله يكون عام العطاء والأخذ بأيدي البسطاء لتخفيف الأعباء التي حاصرتهم طوال الفترات الماضية.. البسطاء يحدوهم الأمل في حياة أفضل. وأسعار في متناول الجميع.