الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
نعم .. الديبه ثم الديبه ..
معذرة... من الصعب أن اتخلي عن ذكري حبيب صديق كل منا له تأثيره في حياة الآخر... لا استطيع أن أعطيه حقه كاملا ولا حتي ناقصا فهو يحتاج لمؤرخ يؤلف كتابا لا مجرد سطور سريعة في جريدة يومية اكثر سرعة في القراءة والنسيان... مثلاً... مثلاً.
ربما لا يعرف أحد أن "الديبه" مع ثلاثة نجوم آخرين اعلنوا اعتزالهم ثم عادوا الي الملاعب وفاء واعترافا بجميل انديتهم عليهم وهم : حسن الشاذلي ومعه مصطفي رياض ورأفت عطيه... هبط نادي الاتحاد السكندري الي دوري المظاليم فكان لابد من عودة الديبه للانقاذ وقد كان... فقرر الاعتزال مرة أخري فإذا "بأمر علوي" يعيده للملاعب لمباراة واحدة لها قصة طويلة... قرر حسن ابراهيم عضو مجلس قيادة الثورة أن يشترك الديبه في هذه المباراة بأي شكل.. كان الديبه معنا في القاهرة وملابس اللعب في الاسكندرية ولابد من أن يتمرن في اليوم الباقي قبل المباراة المقامة في القاهرة... يا افندم هذا مستحيل... ستلعب يعني ستلعب وتحرز أهدافا.. تولي حسن ابراهيم مهمة فتح صندوق "الديبه" في حجرة ملابس الاتحاد بالإسكندرية وتحضر ملابس التمرين وايضا ملابس المباراة... وعم شيوي مدرب الترسانة يدربه في ناديه الترسانة كل ذلك في ساعات... وهي قصة رياضية طويلة لها خلفيات كثيرة... وفاز الاتحاد في الشوط الثاني بعد أن نزل حسن ابراهيم حجرة الملابس بين الشوطين... وكانت هذه آخر مباراة للديبه احترف بعدها الصحافة بعد أن تم تعيينه رسمياً كمحرر رياضي في جريدة الجمهورية... وبدأ معنا "الديبه" المشوار!!!
* * *
كان الديبه وأحمد مكاوي هما النجمان فقط المحرران الرياضيان بصفة رسمية... دفتر "سي في" C.V في قسم المستخدمين في الجريدة ومرتب شهري في الخزانة وغير ذلك... دون قيدهما في نقابة الصحفيين وهذا ممنوع بحكم القانون ولكن من كان يستطيع أن يقول هذا لصلاح سالم.
أقول كان الديبه واحمد مكاوي المحررين الرسميين فقط لان القسم الرياضي كان يضم بجانبهما محمد الجندي وحنفي بسطان ونور الدالي يكتبون كهواية حقيقية يرفضان أي مقابل... وكنا في المباريات الكبري نذهب جميعا... ما قل ودل عمود الديبه... احلي واشمل مقال رغم أنه لا يزيد عن أقل من عمود... وشهادة أمام الله... كان عمود "الديبه" من يده الي المطبعة رأساً... لا تستطيع أن تغير حرفا ولا أقول سطرا أو كله... اطرف عمودين لمحمد الجندي وحنفي بسطان... تضحك من قلبك مع كل فقرة... احمد مكاوي لما كنا نسميه "التحليل الفني" الذي ينتظره المدربون واللاعبون... اما نور الدالي فمزاجه "الوصف التفصيلي" للمباراة... كان متمسكا بالوصف لأنه مشهور بسب وشتيمه اللاعب الذي يخطيء بطريقة خفيفة الظل... وهذه كانت عادتنا في المباريات الكبيرة... التي نالت اعجاب القراء... كانت هذه شخصية نور الدالي الشخصية العنيفة التي لا يعجبها العجب عندما كان رئيسا للفريق ثم مديرا له ثم رئيسا للنادي... وكان دائم السب والشتيمه واستمر وهو صحفي وكاتب.
* * *
وإذا كانت نهاية النجمين الكبيرين الديبه ومكاوي واحدة كناقدين في الصحافة... فقد كانت بدايتهما في الملاعب صورة طبق الأصل... بعد أن لمع نجم مكاوي في دوري المدارس الثانوية خلال تألقه وهو كابتن مدرسة التوفيقية فأخذه أحد اعضاء الزمالك ليلعب في اشبال النادي ولكن عبدالرحمن فوزي وزقلط النجمين القدامي المسئولين عن الكرة بمجرد أن نظر الي مكاوي وهو مرتديا ملابسه قررا عدم قبوله... من برة برة... دون اختباره... كان مكاوي قصير القامة ورفيع جدا تماما مثل الديبه في صباه أيضا... قيلت العبارة الشهيرة "كتف قانوني خلال المباراة سيلقي به في المدرج معانقا أحد المتفرجين"!!!!... ولكن عم عبده البقال "ملك المكتشفين" قرر أن يري مباراة له في دوري المدارس فأخذه وقيده فورا ناشئا بالأهلي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف