أغرب شيء فينا نحن البشر أن عمليات الاسقاط والتبريرات غير المنطقية لكل تصرفاتنا غير السليمة جاهزة تماماً.. وكأن ما يحدث في كل أرجاء المعمورة هو من صنع الطبيعة أو من صنع عالم آخر!!
نبكي من 2016 وندعو أن تكون 2017 مختلفة وخالية من الحروب والاحقاد والمؤامرات والرشاوي والابتزاز وننسي أن كل هذا من صنعنا نحن!!
ان عام 2016 برئ من كل الأحداث براءة الذئب من دم ابن يعقوب وعلي كل منا أن يسأل نفسه ماذا قدم من أعمال ايجابية لنفسه وبلده وللبشرية جمعاء.
نسأل أنفسنا كيف نجح الفكر التكفيري في التغلغل داخل أنفسنا لدرجة أصبح كل منا يكفر الآخر وكأنه يمتلك ناصيته بيده.. والأغلبية تبيح لنفسها استغلال نفوذها في السطو علي ممتلكات الدولة والأفراد.. والمهذب جداً يقوم بكسر إشارات المرور والتعدي علي حرمات الطرق والأماكن العامة.
أما بعض رجال الأعمال والتجار فحدث ولا حرج.. جشع وطمع واستباحة لكل شيء مخالف للقانون والأعراف سلاحهم في ذلك رأس المال الطاغي علي كل شيء!
أن عام 2016 مثله مثل كل الأعوام هو مجرد زمان يمتلكه خالق الكون لكنه يتلون بلون البشر وأفعالهم وضمائرهم واقترابهم من الخالق والبعد عنه أيضا.
** فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا وفي نفس الوقت يمهل ولا يهمل.. وإذا غضب علي عبد رزقه من حرام.. وإذا اشتد غضبه بارك له فيه.
** كلنا يعرف ويعرف ولكن هناك فرق بين المعرفة والتطبيق العملي في الحياة.. فهناك من تتسق أعمالهم مع ما يدعون اليه يقابله آخرون يقولون ما لايفعلون.. وللأسف هم الأغلبية في آخر الزمان الذي نعيشه.
** لا تلومون 2016 وتنتظرون الخير من 2017 وأنتم كما أنتم.. غياب الضمير هو العامل الأول والأساسي في تراكمات السلبيات التي نعيشها وهو القاسم المشترك بين المفسدين في الأرض والكارهين للأوطان والضاربين بالمباديء عرض الحائط.
** والمجال الرياضي لم يبتعد كثيرا عما تعيشه البلاد من عشوائية في الأداء وتراجع في القيم والمباديء وتقديم المصالح الشخصية علي المصلحة العامة.. لكن بالصبر والعمل الدءوب والشفافية تستطيع هذه المؤسسة المهمة أن تنهض بنفسها مع بداية العام الجديد لتقدم نموذجاً للاصلاح.
** سنظل نتمسك بطاقة النور التي نراها بعيدة لكنها قد تقترب عندما تنقي النفوس ويصبح كل منا الرقيب الأول علي تصرفاته.. وأن يضع معايير الجودة وفق الأسلوب العلمي فوق الفهلوة والعمل الناقص البعيد عن الكمال.
** ان مصر عظيمة بأبنائها.. غنية بمواردها.. قوية بتاريخها وحضارتها.. وكل هذه ما هي إلا ركائز أساسية يقوم عليها العمل الجيد لكي تنهض البلاد ومعها العباد.
** إننا ندعو الله أن يكون عام 2017 فاتحة خير للتخلص من غياب الضمير لعله يعود سالما معافاً وتعود معه كل القيم التي فقدناها علي مدي السنوات الست الماضية لان مصر لا تستحق منا سوي أن تكون تاجاً فوق رءوسنا وجوهرة يتزين بها العالم كله ووسام شرف وصدق علي صدور أبنائها والله من وراء القصد.