الوفد
زكي السعدني
الصراع على الكرسى بين الوزير والقيادات الجامعية!
أعتقد أن الصراع والأطماع الشخصية فى تولى مناصب وزارية من جانب القيادات الجامعية الذين يرون فى أنفسهم أنهم يصلحون لشغل هذا المنصب وأنهم ليسوا أقل مكانة ولا كفاءة من الوزير، هو السبب الفعلى لنشوب الخلافات فى فترات كثيرة وإثارة المشاكل داخل المجلس الأعلى للجامعات بين الوزراء الذين شغلوا منصب التعليم العالى خلال العهود السابقة أو الحالية وبين بعض القيادات الجامعية الذين يتطلعون إلى شغل المنصب وهذا حقهم المشروع.. وإنما هذا الحق لا ينبغى أن يكون على حساب إصلاح العملية التعليمية والارتقاء بمستوى التعليم العالى والجامعى وأن تكون العلاقة السائدة بين الوزير والقيادات الجامعية هى العمل على تشويه الآخر أو تصيد الأخطاء للنيل من الوزير والعمل على إبعاده عن منصبه لإخلاء المكان من أجل الصعود إلى المنصب.. ومن المستحيل أن يتحقق أى نجاح على مستوى التعليم العالى أو الجامعى فى ظل وجود خلافات دائمة بين كل وزير يأتى وبين القيادات الجامعية وألا يكون الجميع على قلب رجل واحد ويكون التعامل بينهم هو المصلحة العامة وليس اتباع سياسة التملق وإثبات الذات لدى صانعى القرار لوضع أنفسهم فى الصورة وإدراج أسمائهم فى المرشحين خلال الإعلان عن إجراء تشكيل وزارى جديد.
وأرى أن تأجج الخلاف بين الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى وبعض القيادات مؤخراً يرجع لنفس السبب وهذا لا يؤدى إلى تحقيق أى إصلاح أو تقدم فى التعليم العالى والجامعى لأن الهدف أصبح التطلع إلى الكرسى وليس الحرص على الارتقاء بمستوى منظومة التعليم العالى والجامعى التى تعانى من مشاكل كثيرة، وإنما الهدف هو الوصول إلى منصب وزارى وليس بالضرورة أن يكون وزير التعليم العالى، وإنما قد يكون شغل مناصب وزارية أخرى وفقاً للتخصص الدراسى وقد يكون وزير الإسكان من خريجى الهندسة أو الصحة من خريجى الطب أو الاقتصاد من خريجى التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية.. وقد يكون من أسباب وقوع الخلاف بين الوزير والقيادات الجامعية، كما حدث فى الفترات الماضية هو التعامل بتعال أو تجاهل القيادات وعدم الرد على اتصالاتهم وعدم الاهتمام بمخاطباتهم ورسائلهم التى يتم إرسالها إلى الوزارة وهذا المبدأ لا ينبغى أن يحدث من الكبار أو الزملاء الذين يتم اختيارهم من بين رؤساء الجامعات لأن الوزير فى النهاية هو زميل لرؤساء الجامعات وسينتهى به المطاف للعودة مرة أخرى إلى بيته الجامعى ويكون أستاذاً داخل الجامعة ولن يدوم المنصب.
وينبغى أن تسود علاقة الود والاحترام المتبادلين بين أعضاء المجلس الأعلى للجامعات والوزير باعتباره رئيساً للمجلس وواحداً من أساتذة الجامعات. ولا ينبغى أن يكون العمل الجامعى والعلاقة السائدة داخل المجلس المسئول عن رسم السياسة العامة للتعليم الجامعى واتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الوطن وأبنائه سواء من أعضاء التدريس أو الطلاب، قائمة على العمل فى جزر منعزلة وصنع البطولات الشخصية الزائفة طمعاً فى المنصب أو الكرسى ولا ينبغى أن ينفرد أحد باتخاذ القرار داخل المجلس وألا توجد شللية داخل المجلس من أجل تشويه أحد أو معارضة القرارات من أجل الإساءة لشخص الوزير أو العمل على إبعاده عن المنصب.. يا سادة الخلافات لا تصنع أى نجاح أو تقدم وإنما تعرقل مسيرة الإصلاح، وجنبوا العمل العام عن الخلافات الشخصية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف