ايمن بدرة
القمة »سوبر« .. استلم يا كوبر
إنها حقاً عائلة محترمة.. عائلة الكرة المصرية تمسكت بالأصول والتقاليد وتخلصت من النزعات القبلية.. فاز الأهلاوية ولعب الزملكاوية في النصف الثاني من اللقاء.. تعالت الصيحات المنفلتة في بعض الفترات بالمدرجات.. ولكن ما أن انتهي اللقاء حتي كان مرتضي منصور رئيس الزمالك يضيء مشاعل النور في وجه خفافيش العنف والانفلات.. ويقابلها اعتذار الكبار من حسام البدري المدير الفني للأهلي.
برافو مرتضي
توجه رئيس الزمالك إلي فريق الأهلي في غرفة ملابسه مهنئاً.. ليبدد ظلمة السحابة القاتمة التي غطت علي سماء ستاد بتروسبورت في الدقائق الأخيرة، بعد الهدف الثاني للأهلي وكادت تتحول الأمور إلي معركة بسبب اشتباك طارئ.
الأهلي فاز وأنهي العام 2016 بانتصار في مشوار صراع الكبار في نهاية الدور الأول للدوري.. حصل علي 3 نقاط جديدة أضافها إلي رصيده الذي يتصدر به الدوري فأصبح له 45 نقطة بينما للزمالك 34 نقطة.
غيبوبة الثاني
لم يكن الأهلي "سيد السيد" المباراة هاجم في الشوط الأول ولكنه أصيب بغيبوبة في الشوط الثاني وظل يترنح أمام هجمات الفريق الأبيض التي كان من الممكن أن تغير النتيجة لكن الدفاع الأهلاوي ومن خلفه إكرامي تصدي للخطورة وحافظ علي شباكه "مستورة".
ثوب التوتر
ارتدي الأداء في البداية ثوب التوتر وكانت هناك التحامات وصلت إلي الاحتكاكات وكادت تتطور إلي خناقات ولكمات لولا أن الحكم كاساي كان جاهز بالإنذارات وسط هذا التوتر كانت الصورة التكتيكية باهتة نسبياً ولكن مع مرور الربع ساعة الأولي بدأ الأهلي يقف في بؤرة التهديف ويضع قاعدة التصويب في اتجاه المرمي.
الأول مؤمن
وفي هذه الدقائق كان هدف مؤمن زكريا الكرة عرضية.. والزاوية اليسري لمرمي الشناوي تستقبل الهدف لأن الدفاع الأبيض لم يتمكن من التصدي للتحركات بدون كرة خاصة حسين السيد الذي كان أمامه مساحات كبيرة من جهة اليسار وتفرق تركيز المدافعين بين مروان محسن وعبدالله السعيد القادم كالسيل الادر والخوف من تسديدات وليد سليمان وأحمد فتحي المتقدم.
عادتهم الأزلية
إذا أردت أن تري عادة اللاعب المصري فإن الدقائق التي أعقبت الهدف وحتي نهاية المباراة توضح كيف يتم تطبيق نظرة الاكتفاء.. الاكتفاء بالهدف أو الاكتفاء بما تم بذله من جهد.
الموج الأبيض
الشوط الثاني كانت الكرة تقريباً في اتجاه واحد الموج الأبيض هادر والأهلي يدافع والمدير الفني محمد حلمي وكأنه جاء من بعيد ليعيد للزمالك تواجده في الملعب تم حل لغز الشوط الأول.
حيث دفع بأحمد رفعت وشوقي السعيد بدلاً من إبراهيم صلاح وحسني فتحي ليتحرر أيمن حفني في التحرك ويحصل باسم مرسي، وبدأ الفرص تتوالي للأبيض ولكن سعد سمير وشريف إكرامي تحملا العبء الأكبر.
وبينما الموج الأبيض هادر ومن تقدم نادر يحصل الأهلي علي ركلة ركنية تهدي الأهلاوية هدف التأكيد والنصر الجديد من تمريرة قصيرة لعبدالله السعيد إلي سعد سمير يرسلها قوية يحلق أجاي ويضع الكرة برأسه في مرمي الزمالك.
دقائق المحبة
كانت هذه الدقيقة هي قبل الأخيرة للمباراة انفجر بركان الفرح في قلب الأهلاوية حتي ان حسام البدري هذا الجبل من الجليد انطلق يجري كالمجري وحدث احتكاك لحظي بين شيكابالا وحسام عاشور ولكن سرعان ما انطفئت نيران المعركة المحدودة.. وعادت الأصول والمحبة لتحكم العلاقة.
مقدمات المحبة
وكان للختام مقدمات فالجميع قبل المباراة تعانق بحرارة حتي في المدرجات احتضن مرتضي منصور رئيس الزمالك عماد وحيد عضو مجلس إدارة الأهلي في مشهد محترم وكان أول من نزلوا إلي أرضية الملعب حراس المرمي شريف إكرامي الذي احتضن الشناوي قبله أيمن طاهر مدرب حراس الزمالك وكذلك فعل طارق سليمان.
الفوز
ان كانت فرحة الأهلي كبيرة بتحقيق الفوز 41 علي غريمه الزمالك في القمة 113 في مقابل 25 انتصار للزمالك و47 تعادل للفريقين، فإن الأهم من الانتصار أن الفريقين قدما صورة محترمة للأخلاق الرياضية ومهدوا للمنتخب الوطني الطريق نحو الانسجام والترابط قبل السفر في مهمته القارية في كأس الامم الافريقية.
نجاحات وإخفاق
يتسلم الجهاز الفني للمنتخب بقيادة هيكتور كوبر لاعبي القطبين وهم مترابطين وبدون مشاكل كانت أخطر ما يهدد وحدة الفريق في صفوفه وقد لعب مرتضي منصور وحسام البدري دور كبير في هذه الحالة الرياضية الراقية.
النتيجة النجاح الفني والأخلاقي والأمني مع كثير من الخلل التنظيمي.. ولكن اللقاء كان مقدمة جيدة لسلوكيات محترمة للكرة المصرية بعد فاصل من الاشتباكات الإدارية وتخوفات علي المنتخب الوطني، كلها لم تحدث والحمد لله.