المساء
حسام حسين
تحيا مصر.. بشبابها
الناظر إلي حياتنا اليومية. بشيء من التأمل. يري ما آلت إليه منظومة القيم الأخلاقية. والمجتمعية. حتي تنامي ما يُسمي "حوار الطرشان". فلا أحد يسمع لأحد. وتلاشت ثقافة الحوار في كثير من مواضعها الحتمية. بين الأصدقاء. وداخل فريق العمل. وبين الشباب أنفسهم. وبينهم وبين الكبار. مسئولين وغير مسئولين. حتي بين أفراد الأسرة الواحدة.
بدا واضحًا للناظرين. حالة الانفلات في الخطاب الإعلامي. والخطاب الدعوي. والخطاب الثقافي.. كما لو كان المتحدثون لا يدركون خطورة كلماتهم في تكوين الشخصية المصرية. أو أنهم غير عابئين بأي شيء سوي مصالح ضيقة. ومكتسبات ذاتية.
أعتقد أن مبادرة الأزهر للحوار المجتمعي. برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب. قد انطلقت بين مختلف طوائف الشعب. خاصة الشباب. لترسخ أولاً ثقافة الحوار. وآداب الاختلاف. وتقوي اللُحمة الوطنية بالفهم الحقيقي للأديان. وتصحح الأغاليط. وترد بأسلوب علمي مبسط علي الشبهات التي تثيرها الجماعات المتطرفة. وتعكس نبض الجماهير. لتتم في النهاية صياغة كل الأطروحات الجادة والأفكار الشابة هنا وهناك. في مشروعات تنفيذية. نراها واقعًا. نستعيد معه منظومة الأخلاق والقيم.
من محافظة لأخري. تابعت عن قرب سلسلة الحوارات المجتمعية. وقد كرر د. عباس شومان وكيل الأزهر. علي مسامع الحاضرين: "ما جئنا واعظين بل محاورين.. ننصت إليكم. ونجيب عن أسئلتكم".. مركزًا أحاديثه علي الشباب. باعتبارهم ثروة المستقبل.. ناصحًا بعدم استنزاف الوقت والجهد في مهاترات رخيصة. والانشغال فقط بقضايا الأمة. والمشاركة الإيجابية في بناء مصر.
نعم. لا ينبغي الاعتماد علي وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر وحيد للمعرفة.. فهناك معلومات مشوهة. ومدسوسة تستهدف النيل من مصر. وشعبها. وأمنها. واستقرارها.. ولن تنتهي فوضي الفتاوي. إلا بقانون يمنع غير المتخصصين من الإفتاء. خاصة أنه ليس كل من تخرج في الأزهر. قادرًا علي الإفتاء. فما بالنا بالجهلاء. والمتطفلين.. وأن تجديد الخطاب الديني لا يعني التخلص من التراث.. وأنه ينبغي تدريس مادة الثقافة الإسلامية بمختلف مراحل التعليم الجامعي. وقبل الجامعي» لتحصين الطلاب من الفكر المتطرف» حيث تفند كل الشبهات. وتسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية والدينية والوطنية.. إلي غير ذلك مما تناوله الحوار المجتمعي. ولا يتسع المقام لسرده.
ما يسترعي الانتباه. الحماسة الراشدة. المخلصة. والوعي الواجب بالتحديات الراهنة. الذي تجسد في آراء الشباب. ومقترحاتهم. وتجاوبهم مع علماء الأزهر. ورجال الكنيسة. والمحافظين.. ليشكل حوارًا مثمرًا. يعلي المصلحة الوطنية.
يُحسب لوكيل الأزهر. الانتقال إلي الشباب في محافظاتهم. والإنصات بقلب مفتوح. لكل ما يطرحه الحاضرون. من أجل الوصول إلي استراتيجية شاملة. تتحول إلي برامج عمل. تدخل حيز التنفيذ. تسهم في بناء بلدنا.
تحيا مصر.. بشبابها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف