لقد توصل التحالف الثلاثي لموسكو وطهران وانقرة مع بداية العام الجديد 2017 إلي اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا منذ أيام قليلة دون تسجيل خروقات علي جبهات القتال بين الجيش السوري والفصائل السبع الموقعة علي اتفاق الهدنة ولا تشمل الهدنة جبهة فتح الشام "المعروفة سابقا بجبهة النصرة" وأيضا "تنظيم داعش".. كما يطمح التحالف إلي الالتزام بمحاربة ¢تنظيم الدولة¢ و¢تنظيم داعش ¢و¢جبهة النصرة¢. والأستعداد لاستئصال هذه المجموعات من سوريا والتي تعد الأكثر أهمية لضمان وتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار في سوريا بصفة عامة ولنشر الأمن في منطقة الشرق الأوسط.. وهذا يعتبر ثالث اتفاق لوقف إطلاق النار علي مستوي البلاد هذا خلال عام 2016 بينما انهار الاتفاقان السابقان اللذان توسطت فيهما روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في غضون أسابيع.وكما تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة.. كما شمل الإعلان توسيع وقف إطلاق النار في سوريا. وإتاحة إدخال المساعدات الإنسانية وتنقل المدنيين علي الأراضي السورية. ويعتبر موافقة مجلس الأمن بالإجماع علي قرار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توسطت فيه روسيا وتركيا دعم مجلس الأمن لبدء العملية السياسية في سوريا.. ووفقا لبنود الاتفاق ستبدأ محادثات السلام في غضون شهر منذ بدء تطبيق الهدنة وصموده وستجري في أستانا عاصمة كازاخستان والتي تحظي بدعم موسكو وانقره وطهران وهي قوي مؤثرة في المشهد السوري !! كما توجد بعض الاختلافات في التحالف الثلاثي الناشئ الجديد موسكووطهران وأنقرةو التي لا تزال قائمة حيث قلق تركيا من دعم إيران للجماعة الشيعية ¢حزب الله¢ التي تشارك في القتال إلي جانب دمشق.. وتطالب تركيا الجماعات المسلحة غير السورية ومن بينها حزب الله. المغادرة من سورياوهذا لن يرضي إيران وهي داعم رئيسي لنظام الأسد. ولم يتضح حتي الآن ما إذا كانت تركيا علي استعداد للتخلي عن هدفها طويل الأجل الخاص بالإطاحة بالأسد أم لا.. جاء ذلك تزامنا مع ترحيل الولايات المتحدة الأمريكية لخمسة وثلاثين دبلوماسيا روسيا بسبب تدخل روسي مزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أُجريت في نوفمبر من العام الماضي 2016.. وكما نفت موسكو تورطها في القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.. كما تقدم الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب دونالد ترامب بالشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعدم رده بإجراء مماثل لما اتخذه الجانب الأمريكي بطرد الدبلوماسيين الأمريكيين من موسكو.. وبالرغم من أن التدخل العسكري الروسي في سوريا كان مفاجئأ للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وللتحالف الدولي إلا أنه كشف الوجه الآخر للخدعة الأمريكية التي تدعم المعارضة المسلحة وتنظيم داعش وفي ذات الوقت ترفع شعار محاربه الارهاب في سوريا .. كما أنقذ التدخل الروسي العسكري في سوريا نظام بشار الأسد من السقوط بدعمها القوي له ولعل هذا الدور العسكري والتوسعي في سوريا جعلها تعزز من مكانتها وتكتسب ثقةً أكبر مقارنة بالد
ور الأمريكي في سوريا.. والمتابع للأمر مؤخرًا بسوريا لديه العديد من التساؤلات وفي حاجة إلي إجابات عليها ومنها.. هل أمريكا غادرت مناطق الصراع في الشرق الأوسط... ؟!! وهل بالفعل تم تسليم هذه المناطق لقوي صاعدة؟!! وهل القضية السورية أصبحت في يد روسيا كقوة جامعة للطرفين الإيراني والتركي المتصارعين علي النفوذ أيضا ؟!! كما أصبحت عقود وصفقات الغاز والثروات والمنفذ البحري علي الأبيض المتوسط خيارات جاهزة لنظام بوتين مما أدي إلي حتمية التدخل العسكري لإنقاذ الأسد من السقوط.. وهذا كله يؤكد لنا أن روسيا دولة قوية ولم تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية عودة الدب الروسي بهذه القوة.. وخصوصا بعد أن أفشل جميع مخططاتها بعودة حلب وخروج المعارضة المسلحة وتنظيم داعش منها بعد سيطرتهم لسنوات عليها منذ بداية 2011.. والهجوم الإرهابي الآخير في أنقرة حيث وقع مع الدقائق الاولي لعام 2017 ليس قادرا علي تعطيل التقارب أو عرقلة تعاون التحالف الثلاثي من أجل القضية السورية. وكما أعتبرت موسكو عملية اغتيال السفير الروسي في انقرة كانت استفزازا حقيقيا ومحاولة للإضرار بالعلاقات الروسية التركية وكان رد القيصر قوي علي من يريد تعطيل حل القضية السورية باجتماع التحالف الثلاثي.. ويبقي السؤال هل أن الاوان لحل القضية السورية ولتنهض من تحت الرماد..؟!!