الجمهورية
احمد الشامى
أوباما "يترنح" قبل الرحيل
يبدو أن الرئيس الأمريكي أوباما بدأ يترنح في الأيام الأخيرة حكمه. وراح يتخذ إجراءات تهدف إلي وضع عراقيل أمام الإدارة الجديدة التي ستتسلم منه السلطة رسميا ًيوم الجمعة 20 يناير الجاري. إذ يحاول بكل جهده أن يترك ميراثاً ثقيلاً لترامب لا يساعده علي تحقيق إنجازات وعد بها مواطنيه في الداخل وزعماء دول العالم في الخارج. ولا ريب أن أوباما الذي سكن البيت الأبيض طوال ثماني سنوات سيطرح علي نفسه سؤالاً مهماً في وقت تطأ فيه قدميه المروحية التي ستقله خارجه ليصبح في ذمة التاريخ؟وهو هل كنت رئيساً قوياً لأمريكا أن تسببت في ضعفها وتراجعها عالمياً؟ والإجابة ستأتيه سريعاً بالطبع وهو أنه كان زعيماً بلا هوية أفقد بلده بريقها وقدرتها علي التأثير في العالم بدليل فشل واشنطن في فرض سياسة الشرق الأوسط الجديد وتقسيم المنطقة وخروجها من سوريا تجر أذيال الخيبة. بسبب إصراره علي عدم توريط بلاده في أي خلاف عسكري في المنطقة. علي أن يقوم آخرون بالحرب بالوكالة عنه خصوصاً تركيا وقطر.
وفشل أوباما لم يكن وليد المصادفة. بل لأسباب عديدة أولها أنه سلَّم نفسه ل "الحيزبونة" هيلاري كلينتون. التي أشعلت حروب الإرهاب في الشرق الأوسط. فأوباما الذي وعد بتغيير العالم وإقامة العدل لم يكن لبلاده وجود علي الأرض وسياساته مجرد خطابات رنانة لم تقدم حلولاً لأي أزمة وفاقمت الصراعات في كل مكان. واهتم بكلبه. "بو" أكثر من قضايا خطيرة تفتك بالعالم. وفجأة تذكر أوباما أنه لابد أن يترك بصمة ويعيد الزعامة لبلاده. قبل الخروج من البيت الأبيض. إذ قرر التدخل في الشأن الداخلي المصري. وطلب من الكونجرس. إعداد مشروع قانون خاص بترميم الكنائس. التي تم إتلافها خلال اعتداءات جماعة الإخوان الإرهابية في أغسطس 2013 عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. تحت عنوان "قانون المساءلة المتعلق بالكنائس القبطية" والذي ينص علي أن تلتزم الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير عن ترميمها للكونجرس خلال ما لا يزيد علي 180يوماً من صدور القانون وبعد ذلك سنوياً حتي عام .2021
ونسي أوباما أن كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية. والسفيرة الأمريكية في مصر آن باترسون. في ذلك الوقت قدمتا كافة وسائل الدعم للإخوان لإسقاط الدولة المصرية عقب فض الاعتصامين. وكان يجب علي مقدم مشروع القانون ديف تروت. نائب الكونجرس. أن لا يورط نفسه لمجاملة أوباما علي حساب مصر. وينتقد قانون بناء الكنائس الجديد باعتباره يفرض أعباء كبيرة تؤثر في القدرة علي بنائها. ولذا كان من الطبيعي أن يأتيهم الرد من الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسيةالتي رفضت مشروع القانون الأمريكي الخاص بترميم الكنائس المتضررة. مؤكدة أن الحكومةالمصرية قامت بواجبها الكامل في إصلاح وترميم الكنائس بجهود وأموال مصرية. وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي أوفي بوعده بإنهاء هذه الإصلاحات العام الماضي. ولذا أري أن ترنح أوباما قبل الرحيل من البيت الأبيض قاده إلي اتخاذ قرارات غير مدروسة.
وأقول لكم إن أوباما الذي وصل البيت الأبيض علي حصان التغيير وانقاذ العالم واعداً بحل مشكلاته خصوصاً القضية الفلسطينية لم يقدم لها سوي الامتناع عن استخدام ال "فيتو" لإبطال قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف المستوطنات الإسرائيلية قبل أيام. ولذا نال سيل من الشتائم من خارج وداخل أمريكا بل إن الأمرو صل إلي حد اتهامه بأنه السبب في تفشي الإرهاب في العالم. ووصف زوجته ميشيل بأنها "قردة بكعب عال" من قبل مسئولتين
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف