الجمهورية
نادر مصطفى
عزيزي الفاسد
ناقشنا مصطلح ¢المكاتب الصدئة¢ في هذا المكان قبل أسابيع. والذي يرمز للموظف الصغير الذي يعد فساده أخطر علي المجتمع من الإرهاب والمخدرات.. فيفترض نظرياً أن أصحاب المناصب المرموقة خضعوا لتحريات دقيقة قبل وصولهم إلي مناصبهم. لكن صغار الموظفين لأسباب وظروف عدة يزداد نفوذهم وقدرتهم داخل المؤسسات دون وجود لهذه التحريات ولا القيود ولا الضوابط ولا المحاسبة.
أقول بصراحة لكل موظف ضمن منظومة فساد يشعر داخلها بالطمأنينة أن يومك أصبح أقرب مما تتخيل ولن يجدي أي حيطة أو حذر فالرقابة الإدارية اليوم تعرف عن عصابتك ما لا يعرفه اعضاؤها فإن كنت ممن يتقاضون الرشاوي لحل المشاكل أو توظيف الشباب أو ممن ينهبون مال الشعب أو يستغلون البسطاء أو يخربون مؤسسات الدولة فإعلم أنها مسألة وقت.. وأقسم أنني لو كنت مكانك لبادرت بالاعتراف بدلاً من السعي بعد فوات الأوان لتصبح شاهد ملك أو أن تغلق في وجهك كل أبواب الدنيا والآخرة.. وأقول هذا بصدق ورغبة قوية في الإصلاح والنصح.
ولنفكر بالمنطق معاً.. اذا كانت مصر لا تتسرب أموالها في فساد عبر مشروعاتها القومية وتسعي لإصلاح منظومة الدعم سواء في البنزين أو التموين وترفض الإهدار حفاظاً علي سعر وهمي للجنيه أمام الدولار.. هل تظن أنه يمكن أن يحدث في دولة كل هذا ويترك اللصوص أحرار..
ومن يبث شائعات لصالح المرتشين اليوم هو نفس من دعم الإرهاب من قبل.. وختاماً أدعو لك الله بالهداية..
يا سادة.. مصر تبني وتعود بسرعة.. يفعل ذلك الرئيس والجيش.. ويجب أن نسير جميعاً بنفس السرعة والقدرة والسعي في اتجاه مصالحنا الوطنية.. لا يمكن أن نضغط زمن الانجاز والتنفيذ في كل مشروعاتنا الوطنية الكبري ويظل الأداء المدني كالسلحفاة في كل مشاكلنا ومؤسساتنا.. من المجدي الأن تعلم درس حل المشكلات بطرق سريعة وعملية من الرئيس واستعارة بعض مبادئ الإنضباط العسكري من جيشنا العظيم..
أيها الوزراء.. الرئيس يتعامل ببساطة وتواضع مع الكبير والصغير.. تعاملوا أنتم أيضا بروح الرئيس مع السيدة مني التي تجر العربة.. استعيروا اسلوبه مع البسطاء واضربوا كما يفعل علي ايدي الفاسدين.. انقلوا ذلك الي نوابكم ووكلائكم.. الي أن تصل الرسالة الي المواطن الذي يدفع الضرائب ويتقدم ببلاغ لقسم الشرطة ويستخرج رخصة مرور ويتقدم بطلب للمصلحة أو يتعامل مع أي مؤسسة حكومية.. ففي هذا حل لبعض ما نجابه من مشكلات..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف