علينا أن نعترف جميعا بأننا نعيش الآن أزمة حقيقية ربما لم نكن نتوقعها أو نتخيل ملامحها فى يوم من الأيام، خاصة بعد تلك الأيام السوداء
التى عشناها فى ظل حكم الجماعة الإرهابية. فحينما خرجنا بالملايين وملأنا الشوارع والميادين فى ثورة 30 يونيو العظيمة التى شاركنا فيها من تلقاء أنفسنا دون أى وصاية من أحد كنا فى حقيقة الأمر نحلم بعالم سعيد مليء بالخير والبركة ولقمة العيش الحلال. ولكننا فجأة ودون مقدمات استيقظنا ذات صباح لنجد أنفسنا محاصرين بهذا الكم الهائل من المشكلات الحياتية الناتجة عن أزمة اقتصادية طاحنة لم تكن وليدة الصدفة وإنما هى نتاج تآمر وتخطيط قذر شاركت فى إعداده عقول شيطانية تعمل وفق رؤى واستراتيجيات تديرها أجهزة مخابراتية من خلال أذرعها المتعددة فى الداخل والخارج. ماذا يفعل المواطن البسيط الذى وجد نفسه دون مقدمات داخل «مفرمة» هذا الغلاء الذى توحش ولم يعد يرحم أحداً ..فهذا المواطن إن كان موظفاً سواء فى الحكومة او فى القطاع الخاص فإن راتبه المتواضع ثابت كما هو حتى وإن أرادت الحكومة تحريكه بعض الشيء لامتصاص موجة الغضب المكتوم فإنه لا يتحرك إلا بطلوع الروح، فى نفس الوقت يصاحبه ارتفاع جنونى فى أسعار السلع الأساسية فتصبح النتيجة الحتمية أن هذا الموظف المغلوب على أمره لا يشعر بأى زيادة فى الراتب الذى يضيع فى بئر الغلاء. لا أدرى على وجه التحديد ماذا يجب أن يفعل هذا المواطن للخروج من تلك الدوامة أو ماذا ينبغى أن تفعل الدولة للخروج من الوحل الذى غاصت أقدامها فيه .. ولكن الذى أعرفه جيداً أن هذا الحال الذى نحن عليه الآن والذى لم يعد يسر عدوا ولا حبيبا أصبح يزداد يوماً بعد الآخر بشكل ينذر بنار ربما تحرق الجميع لأنها وللأسف الشديد حينما تتوهج فإنها لن تفرق بين الجانى والمجنى عليه.