عباس الطرابيلى
كفر الشيخ.. والدفاتر القديمة
ها هو اللواء السيد نصر «يدعبس» فى دفاتره القديمة.. إذ بعد محاولة إحياء مشروع استغلال الرمال السوداء.. يفكر أو يحيى فكرة استخدام المخلفات الزراعية مثل حطب القطن والذرة وغيرها فى إقامة صناعة متطورة من الخشب المضغوط.. وإذا كان المشروع الأول «الرمال السوداء» قد تحول إلى بالونة كبيرة، وغير اقتصادية الآن، فإن مشروع الخشب المضغوط يمكن بالفعل أن يتحول من حلم كبير إلى صناعة ضخمة توفر ما نحتاجه من أخشاب.
والمشروع الذى أطلق عليه المحافظ «تحديثا لفظيا» يقوم على أساس إقامة مجمع للصناعات التمويلية لإنتاج المواد اللازقة والألواح الخشبية عالية الجودة بسمك يتراوح بين 3 و18 مليمترا، وذلك على الطريق الدولى الساحلى بمنطقة مطوبس باستثمارات 80 مليون يورو. ويقول المحافظ إن هذا المشروع ينتج 120 ألف طن من أخشاب M.D.F عالية الجودة التى تقوم على قش الأرز وحطب القطن والذرة.. وهو يهدف إلى تشغيل 10 آلاف عامل وأنه يغطى 25٪ من احتياجات مصر!!
<< والفكرة طيبة.. خصوصا أن مصر فقيرة فى ثروتها الخشبية لأننا لسنا من دول الغابات.. ونستورد معظم ما نحتاجه من أخشاب من رومانيا وبلغاريا.. بل ومن دول فى أمريكا، واسألوا أهل دمياط.. ولكننى أعيد إلى الذاكرة الوطنية فكرة نفذناها فى العصر الناصرى أيام الدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة أيامها، وأقمنا لها مصنعا وصفناه أيامها بالعالمية - وكان كذلك بالفعل - وذلك بمدينة فارسكور لإنتاج الخشب المضغوط وغيره من مثل هذه المخلفات الزراعية.. وهو خشب يدخل بصفة أساسية فى صناعة الموبيليا والأبواب وغيرها. وصفقنا كثيرًا للمشروع.
<< وأتذكر وأنا أعمل فى أبوظبى أن اشتريت غرفة نوم ألمانى شديدة الروعة.. وكانت غالية للغاية.. واكتشفت أنها مصنوعة من مخلفات الأشجار وكسر الأخشاب، ورغم أن ألمانيا، من دول الغابات.. وكانت غرفة رائعة.
ولكننى - وأنا هناك - عرفت أن كثيرًا من «الأغبياء» زمان قرروا إغلاق هذا المصنع وتصفيته وبيعه خردة!! ومن المؤكد أنهم كانوا من سماسرة بيع الأراضى، لأن المصنع كان قائمًا على مساحات كبيرة من الأرض الملاصقة لمدينة فارسكور!! وتمت الجريمة.. وتحول هذا المصنع إلى تاريخ، وتم تسريح عماله وفنييه!!
<< وهنا أقول مشجعا للواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ: يا سلام عليك لو أصررت على تنفيذ هذا المشروع.. خصوصًا أن كفر الشيخ وما حولها من محافظات تزرع القطن وغيره مما يعطى مخلفات تصلح لهذه الصناعة.. ويا سلام لو أرسلت بعثات إلى الصين لتقف على أسرار هذه الصناعة، لأن معظم ما نستورده من موبيليا من الصين التى تنافس الموبيليا الدمياطى، يتم تصنيعه من مخلفات هذه المزارع.. بشرط جودة المعالجة وجودة الصنع.. فما أحوج كفر الشيخ - وهى حتى الآن من المحافظات الطاردة للسكان، إلى مثل هذه المشروعات التى توفر الكثير من فرص العمل لأبنائها.
<< المهم أن يخرج المشروع إلى النور لنوقف استيراد أخشاب الباركيه، لأن إنتاج هذا المصنع من هذا الخشب الصناعى.. تحتاجه البلاد وبشدة، ولكن يكون ذلك.. عودة إلى الخلف.