الأهرام
نيفين شحاتة
اليوم ذهب عنى سلطانيه
حينما يشعر الإنسان أنه جرد من كل ما يملك من الجاه والسلطان والمنصب والأموال والخدم والحشم بعد أن كان بالأمس ملء السمع والأبصار بأخباره وأحاديثه وقراراته وبعد أن كان بتأشيرة يحدد مصائر ومستقبل الناس فيعين فلان وينهى عمل علان بل والأدهى كان يغير قرارات وقوانين لتخدم مصالحه الشخصية ومصالح المقربين ويمشى فى الأرض مختالاً فخوراً ويكاد يبلغ السماء طولا .
تُرى هذا الشخص ماذا كان يدور بخلده فى لحظة يمثل فيها أمام أعضاء هيئة النيابة وهو كان واحداً منهم حتى قبيل لحظات فهو رجل من رجالات العدالة وتطبيق القانون لتوجه له أبشع التهم التى يمكن أن توجه لشخص فى منصبه وهى تقاضى رشوة بالملايين ، ولإن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ولإحترامنا لقرار النائب العام بعدم النشر فى قضية الرشوة الكبرى المتهم فيها المستشار المنتحر وائل شلبى أمين عام مجلس الدولة السابق وهو الآن بين يدى الله ولا تجوز عليه إلا الرحمة إلا أن البعد الإنسانى فى القضية يفرض نفسه دون توجيه اتهام لأحد أو الخوض فى أسباب القضية .

استوقفتنى الجملة التى قالها المستشار الراحل حينما مَثُل التحقيق معه أمام أعضاء هيئة النيابة ومحاميه وهى اليوم ذهب عنى سلطانيه طبقاً لرواية محاميه والذى أدلى بها فى إحدى البرامج الفضائية والذى أكد أن هذه آخر الكلمات التى قالها موكله .

يالها من جملة قاسية تحمل فى طياتها أن الدنيا وما فيها لا تساوى شيئاً أمام أن يخسر الإنسان سمعته وشرفه ومنصبه وأمواله فى لحظة ضعف لا يقوى أى بشر على احتماله وبها عبرة لأى شخص يفكر أو يحاول التفكير فى أن يخون ضميره أو شرفه فى مقابل مال أو جاه ودنيا زائلة
ليتنا نتعظ من هذه القضايا والوقائع والنهايات المأساوية لأصحابها .

وبالأحرى يجب أن نوجه الشكر والتحية لرجال الرقابة الإدارية والجهات الأمنية الذين يحاربون الفساد والإرهاب فى الداخل والخارج ونؤمن بما يبذلونه من جهد لمواجهة كل ما يهدد أمن هذا البلد وأنه لا أحد فوق القانون .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف